ها أنذا أعود لأتابع ما كتبت في ثلاث مقالات سابقة عن منطقة جازان، واحدة من مناطق مملكتنا الحبيبة والتي مهما سطرت عنها فلن أوفها حقها، ولكنه جهد المقل وضعف المجتهد، وما لا يدرك كله لا يترك جله.
أقول إن منطقة جازان التي ازدانت بمهرجان الفل ورفعت شعار «منطقة الفل ومشتى الكل»، لها ذلك وبكل استحقاق، ولِمَ لا؟ نريد لمناطقنا جميعها، بل محافظاتنا أن تقدم مفاهيم استحقاقية تلفت الانتباه لأمر من الأمور ولقضية من القضايا، فمحافظة الدرعية على سبيل المثال تضع لوحات في واحد من متنزهاتها تحمل عبارة «الدرعية محافظة بلا تدخين».
ونريد لمنطقة جازان أن تتبنى مفهومًا بيئيًا وشعارًا مرتبطًا به، وليكن: «جازان بيئة نقية».
ويتبع ذلك مجهودات وحملات توعوية لأهل جازان وساكنيها ليكونوا أكثر اهتمامًا ببيئتهم بشكل عام وبنظافتها على وجه الخصوص، وتبدأ مفهومًا فشعارًا وإدراكًا ثم تطبيقًا وممارسة، بدأ بالمظهر الشخصي وبالمسكن والشارع ومكان العمل والمدرسة والطريق والمنتزه، وبمائها وهوائها وتربتها ونباتها.
ومهما ادعينا بأننا نعتني بأنفسنا وبحواضرنا وبأريافنا، فما نقوم به ومالا نقوم به هو المحك ويصدق أو يكذب ما ندعيه.
العمل وليس القول فقط. لِمَ لا نعتني ببيئتنا وبما أعطانا الله من مقومات: من ماء وهواء ونبات وحيوان؟ لِمَ لا نكون على مستوى المسئولية وبحجم الأمانة،؟ وما يقال بحق منطقة من مناطقنا ينطبق على كل شبر من بلادنا العظيمة، في مساحتها ومقوماتها الطبيعية ومواردها وفي شعبها وقيمها.
لِمَ نسرف في استهلاك مواردنا؟ لِمَ نلقي بنفاياتنا في الشوارع والطرقات والمنتزهات؟ لِمَ نشرب ونأكل أكثر مما نحتاج؟ لِمَ لا نمشي على أقدامنا قدر ما نستطيع؟ لِمَ نستهلك العديد من الكماليات؟ لِمَ ولِمَ ولِمَ؟ نريد جازان المنطقة وجازان الإنسان وجازان البيئة، في الصدارة، وفي الريادة لتحتذي بغيرها من المناطق وليحتذى بها. وفي أميرها ومجتمعها وجامعتها نتطلع ونعقد الآمال.
alshaikhaziz@gmail.com