خلال (الثلاثة أيام الماضية) فقط، نجحت الكويت في تحقيق أرقام قياسية عالمية جديدة وتحطيم أرقام تم تسجيلها سابقاً على (موسوعة غينتس) فاقت في عددها مُجمل ما حققته (الكويت) منذ انطلاقة (موسوعة غينتس العالمية) العام (1955م)، والفضل في ذلك يعود لفكرة إطلاق (مسابقة محلية) تم التحضير لها لتسجيل أرقام جديدة في تجمع نظم لهذا الغرض..!
أكثر من (32 رقماً جديداً) خلال (72 ساعة) دفعت بالكويت قدماً في التصنيف العالمي، مقارنة بـ(14 رقماً) سجلت على مدى الـ(57 عاماً) الماضية، إنها فكرة رشيدة ورائعة وذكاء في تحفيز المشاركين والاستعداد لهذا التجمع الفريد وقفزة كبيرة على صعيد خارطة (الأرقام القياسية العالمية) والذي كانت الإمارات تتربع على عرش العرب فيه، تليها مصر فلبنان ولكن (الفكرة الكويتية) الجديدة خلطت الأوراق..!
نحن في السعودية قد نكون انتبهنا للأمر في (وقت متأخر) وبجهود مبعثرة وشخصية، حيث لا يوجد لدينا جهة مُحفزة ومساعدة لتنظيم مثل هذا (الحدث)، وإن كان بعضهم يرى فيه إنجازاً (هامشياً) ومجرد حبر على ورق (لا يغني ولا يسمن من جوع) ولا يرقى أو يستحق للاهتمام، لأن مجرد طبخ أكبر صحن فول أو كبسة أو صناعة أكبر مسبحة أو خياطة أكبر علم، مجرد أحلام وأوهام طالما أنها تنجز بأيدي الأجانب وليس لنا منها سوى متابعة الحدث، وأن الإنجاز الحقيقي هو في تحقيق المنجزات الهامة..!
وهذا رأي مشروع فلأصحابه أن ينتظروا تحقيق هذه الأحلام، ومن حقنا أن نسعى لتحقيق أي إنجاز مهما كان الآخرون يرونه هامشياً وغير مفيد وخاوياً، حتى لو بأكل (22 عقرباً) بفم سعودي !!
شرُفت سابقاً بالمشاركة في تسجيل (عدة أرقام سعودية) في الرياض والإحساء، حيث كان المُحكم الدولي يصل إلى المملكة ليقضي (ثلاثة أيام) لتسجيل (رقم قياسي واحد)، بعد تحديد مواعيد وجدول رحلاته في المنطقة وهي نفس (المدة) التي قضاها مؤخراً لتسجيل (الثلاثين رقماً الجديدة) في الكويت.!!
ليس (عيباً) أن نستفيد من تجربة (الأشقاء في الكويت) ولا ضير في (استنساخها) من قبل بعض الجهات التجارية أو السياحية لدينا، طالما أن (اسم السعودية) سيرتفع في مثل هذا المحفل الدولي، خصوصاً وأن الموسوعة العالمية باتت (مضماراً مهما) على الصعيد الدولي، حيث تتنافس معظم الدول على تحقيق إنجازات وطنية جديدة وتسجيل أرقام عالمية.
أنا متأكد ومؤمن تماماً ومن خلال (خبرتي المتواضعة) ومتابعتي أننا نملك (مئات الأرقام السعودية الجديدة والفريدة) والتي لا يعلم أصحابها كيفية الوصول إلى (بوابة غينتس) وباعتقادي أن الإعلان عن تنظيم احتفالية ومسابقة سعودية داخلية وفتح الباب أمام تسجيل وتحطيم أرقام (غينتس العالمية) سيساعد كثيراً في تسجيل إنجاز وطني مستحق لما نملكه من أدوات تفوق وأفكار خلاقة..!
فقط نحتاج من (يعلق الجرس) لنبدأ بقرع الطبول احتفالاً بمنجزات جديدة باسم الوطن..!!
ولعل (الهيئة العامة للسياحة والآثار) هي الجهة الأنسب لدينا لتنظيم مثل هذا الحدث أو الإشراف عليه على أقل تقدير ليصبح لدينا (تجمع سنوي) لتحطيم الأرقام القياسية، في تظاهرة ستنشط الحركة السياحية والتجارية في المنطقة التي ستحتضنها وستصب في صالح الاقتصاد الوطني في نهاية المطاف..!
فهل نرى (تظاهرة سعودية سنوية) لتسجيل وتحطيم الأرقام العالمية تحت أنظار وبمتابعة مختلف وسائل الإعلام العربية والعالمية..؟!
من يدري لعل ذلك يكون قريباً..؟!
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.net