يحلم الشباب بالمستقبل.. وحين تسألهم عنه، تتبدى لك غيوم في سمائهم عنه...
تأخذ على نفسك أن تشعل ومضات من شجرة تجاربك لتقول لهم:
إن المستقبل ليس هو ذلك الحلم الذي يطوف بالإنسان في مدن الخيال..
يأخذه إلى أمواج تبحر به في عالم غيبي موسوم بالخرافات، والطموحات، والألوان، والمواقع، والأزياء, والمراتب، والثراء, والعصافير في متناول يد المرء يحتلبها ويروى...!!
ولا هو ذلك الطائر المارد بأمنيات نحاسية تقرع بها الفكرة, فتتمثل لها واقعاً سوياً...!
ولا هو جُملاً مرصوصة أمام العين، يسهر جراها نبض الفكر, وخفق القلب، وهسيس الحرف، وصليل الصوت..!!
إن كان للمرء أن يتخيل في صوته سيفه..,
سيفه الذي يحسب ما إن يشق به صمت المكان، إلا تتناغم له أصداء تردده..!!
المستقبل،...
هو اليوم الذي كنت فيه.., ففاتك...,
وأنت فيه..، وقد يفوتك...
وآت بك.., وقد يمرق دون أن تتنبه له.....!!
فلا تشغلك الأحلام في يومك... فيضيع عنك..
ولا يحسرك الماضي من يومك... فتقعد ملوماً..،
ولا يغريك الراكض نحوك فيمرق من أمام عينيك..!!
الغفلة وحدها قاصمة ظهر يومك المعاش بالأحلام...!
خانقة عنق الذي مضى بالآمال...,
الطامسة بصيرة انتباهك عن الآتي بالاغترار...!
المستقبل بدون الغفلة هو الزمن الممتد لك، وبك بما يمضي، وبما يعاش، وبما ينُتظر منه بكل حلقاته..
المستقبل إذن هو، كيف تفعل بأحلامك لتكون أعمالك..؟
وبأمانيك لتصبح أفعالك,...
وبنبضك لتتجسد أفكارك...
وبخفقك لتشحذ رغباتك...
وبصوتك ليصبح سيفك البتار للغفلة،...
ويكون يومك مكوناً لمضمون زمنِك/: مستقبِلك.../ حياتِك../ نجاحِك/ بقائِك../ إرثِك / تاريخِِك..
وباختصار هو أنت..
فالمسقبل لا ينمو في الغفلة أبداً..
إنه نتاج اليقظة، ومنجزك بها...
وأنت منجزك على كل الاتجاهات والمعطيات، أنت مستقبلك..
يومك الذي يمضي والقائم والقادم.