يتفق الجميع على أن التغيير الوزاري الأخير يحمل في طياته رسائل مهمة عن مدى الاهتمام الذي توليه القيادة في دفع عجلة النمو والرفاه الاقتصادي، ووجود أسماء جديدة في قيادة عدد من الوزارات الحيوية هو توجه مهم في مواكبة المتغيرات الاقتصادية والاجتماعية.
والأمل أن يحمل هذا التغيير الإداري تغييرًا في تعاطي بعض الوزارات مع متغيرات المرحلة. ولعل وزارة الاقتصاد والتخطيط تُعدُّ من أهم الوزارات ذات التأثير المهم وخصوصًا على المديين المتوسط والطويل، كيف لا وهي وزارة التخطيط، واستمعت إلى معالي وزير الاقتصاد والتخطيط السعودي الدكتور محمد الجاسر، في طرحه لأولويات الوزارة وحصرها معاليه في خمس أولويات رئيسة، وتشمل تنويع القاعدة الإنتاجية للاقتصاد السعودي بدعم نشاط الشركات الصغيرة والمتوسطة، وزيادة فرص عوامل الإنتاج المتاحة سواء البشرية أو المادية، وزيادة قدرة الاقتصاد على توفير الفرص الوظيفية، وتطوير النظم والأدوات التحليلية والمعلوماتية التي تحقق الأهداف وتسهم في دعم النشاط التخطيطي والاقتصادي للمملكة لمتخذي القرار في القطاعين الحكومي والخاص، وتوطيد مكانة المملكة في الاقتصاد الدولي والمحافل العالمية. وإن كنت اتفق مع أهمية الأولويات الخمس على مستوى الاقتصاد الكلي، إلا أن هناك مساحة كبيرة للوزارة لإحداث فارق مهم خلال المرحلة المقبلة، أحدها ذكره معاليه بشكل غير مباشر ضمن الأولويات وهي ذات العلاقة بالمعلومات، وجميعنا يعلم أن هناك تحديًا كبيرًا يواجه القطاعين الخاص والعام في إيجاد معلومات واحصاءات صحيحة ودقيقة وفي توقيتها الصحيح، ولعل هذا الهدف يُعدُّ من أول الأولويات نظرًا لما يعانيه صناع القرار من من تحدٍ في إيجاد المعلومة الصحيحة والدقيقة لاتخاذ قراراتهم المستقبيلية ووضع خططهم.
وهنا يأتي الدور على مصلحة الاحصاءات العامة والمعلومات إحدى الجهات التي تقع تحت إشراف وزارة الاقتصاد والتخطيط. والأولوية الأخرى التي أتمنى أن تحظى باهتمام الوزارة، هي قطاع الشباب في المملكة، وإن كنت أعلم أن الوزارة بدأت بالفعل بها من خلال الإستراتيجية الوطنية للشباب التي تضمنتها الخطة الخمسية التاسعة، إلا أن الأمل تعدي الجهد وضع إستراتيجية فقط، بل يجب أن تكون هذه الإستراتيجية مدعومة بخطط عمل تتابعها الوزارة مع القطاعات ذات العلاقة، ولا يخفي على أحد أهمية الشباب والتحديات التي تواجههم. والأمل كبير في التغيير الإيجابي والاستفادة من مقدرات الوطن، لمستقبل مشرق بإذن الله.
albadr@albadr.ws