لأن التحديات جسيمة، والمتغيرات متلاحقة، فإن دول الخليج العربية حزمت أمرها لمواجهتها والتعامل معها التعامل الذي يرتقي إلى مستوى هذه التحديات، من خلال تحقيق نقلة نوعية في علاقات هذه الدول بعضها ببعض، بأن توحِّد موقفها من خلال صياغة موقف موحد يتجاوز مرحلة التنسيق والتعاون السابقة إلى أن تكون هذه الدول أكثر تأهيلاً ومقدرة على مواجهة التحديات ككتلة واحدة.
من هذا المنطلق والمفهوم الواضح جاء مقترح الاتحاد الخليجي الذي قدمه خادم الحرمين الشريفين أمام قمة الرياض الخليجية، والذي باركه قادة دول مجلس التعاون. وبدأ الاقتراح بتشكيل الهيئة المتخصصة المعنية بالانتقال إلى الاتحاد الخليجي، التي بحث المجلس الوزاري لدول مجلس التعاون، الذي عُقد يوم الأحد الماضي في الرياض، أولى تقاريرها؛ ما يؤكد أن الخطوات العملية لجعل الاتحاد الخليجي واقعاً ملموساً تسير بخطى حثيثة.
الأمير سعود الفيصل أكد أن التحديات الماثلة أمامنا، التي تلامس مصالح وأمن دول الخليج العربي، تستدعي مثل هذه النقلة النوعية؛ حتى يكون الإقليم الخليجي بدوله ومواطنيه أكثر تأهيلاً وقدرة لمواجهة الأخطار والتحديات ككتلة واحدة.
سمو وزير الخارجية رئيس المجلس الوزاري لدول الخليج العربية أوضح نقطة مهمة تتداولها بعض الجهات التي لا تريد الخير لأهل الخليج، وتهدف لإحباط مسيرتهم الوحدوية بالحديث عن مسَّ سيادة الدول الأعضاء وخصوصياتها وما حققته من إصلاحات ومسؤوليات اقتصادية؛ إذ أوضح الأمير سعود الفيصل أن سيادة أي من الدول الأعضاء لن تُمَسّ من قريب أو بعيد.
هذا التأكيد ومتطلبات المرحلة التي تشهدها المنطقة وحجم التحديات والمخاطر التي تواجها دول الإقليم تتطلب ليس إتمام بناء الاتحاد الخليجي بل تتطلب الإسراع بإنجاز هذا المطمح الذي يجمع عليه جميع أهل الخليج العربي.
