ثلاث دقائق في الشوط الثاني من مباراة أستراليا كانت كافية لكشف حقيقة الكرة السعودية التي لازالت تعيش (غيبوبتها) رغم حالات الإنعاش بين الحين والآخر لكن الكرة السعودية لازالت تئن تحت وطأة الفشل المتتالي لأن العلاج الشافي لا زال غائباً.
الخروج كان سيحدث في المرحلة الثانية من التصفيات لو تخطينا أستراليا فأدوات المنتخب السعودي والتي تتمثل باللاعبين لا تملك القدرة على مقارعة المنتخبات الآسيوية المتواضعة فما بالك بالمنتخبات الكبيرة: هل ننتظر الخمسات والأربعات، وهو ما حدث بالفعل أمام أستراليا وهي التي لعبت المباراة في ظل غياب أبرز لاعبيها المحترفين، وقبل ذلك مع اليابان في كأس آسيا.
طالما أن اللاعب السعودي بقى يلعب هنا لن يتطور ولن يستطيع مجاراة لاعبي المنتخبات الأخرى حتى لو كانت منتخبات عمان والأردن ولبنان؛ فالاحتراف الخارجي يختصر كثيراً من مشوار صناعة اللاعب المحترف المتكامل الذي يساهم في تطور اللاعب فنياً وفكرياً بسبب الالتزام الكامل بتطبيق معايير الاحتراف والتي لا يلتزم فيها اللاعب بالتحديد هنا في السعودية.
إن أولى مهام الاتحاد السعودي لكرة القدم المتوقع انتخابه بعد ستة أشهر هو دفع اللاعب السعودي للاحتراف الخارجي كما يحدث في دول مجاورة وأقل إمكانيات، بل إن اتحاداتها لا تملك المقرات والبنية التحتية للملاعب لكن منتخباتها تفوقت على منتخبنا الوطني بسبب الاحتراف الخارجي للاعبيها..
المشكلة التي تعاني منها الكرة السعودية هي ثقافة الاحتراف الخارجي لا يقبل بها اللاعب السعودي وهي ناتجة عن ثقافة مجتمع يتميز بالتماسك الاجتماعي لذا هو يرفض الغربة حتى لو أدى ذلك لخسارة مميزات له في عمله أو دراسته.
دائماً العمل من القاعدة وتأسيس المبادئ من خلالها يكون سهلا وذا نتائج فعالة؛ لذا فإن العمل من خلال البراعم سيكون مفيداً بدءاً من ابتعاث منتخب البراعم للالتحاق بإحدى أكاديميات كرة القدم بأوروبا لمدة ثلاث سنوات بإشراف فنيين وإداريين مشهود لهم بالكفاءة والصلاح، وسيكون ذلك أمرا جيدا لتأسيس وتأصيل فكر جديد لدى اللاعب السعودي لتقبل الاحتراف الخارجي.
اتركوا الفرصة لهم
تداول الإعلام أسماء عدد من الشخصيات الرياضية التي تنوي الترشح لرئاسة اتحاد كرة القدم والحقيقة أنهم جميعاً نحترمهم ونقدرهم، وعلى رأسهم الأمراء ومن وجهة نظري أنهم بدخول الانتخابات القادمة إن حدث، وهو أمر لا أتوقع حدوثه بناءاً على عرف وعادة جرت في هذا الاتجاه ومن خلال قطاعات أخرى تمت فيها الانتخابات مثل المجالس البلدية والغرف التجارية والأندية الأدبية لم يخض خلالها الأمراء الانتخابات والأمر الأهم من ذلك هو إتاحة الفرصة للآخرين بعد أن تعاقب على رئاسة اتحاد القدم خلال ما يقارب الخمسين عاماً الماضية أمراء ساهموا في تطوير الكرة السعودية، كما أن التعصب والاحتقان وصل إلى أعلى درجاته بين المسؤولين في الرياضة ومعهم الإعلام والجماهير، وتسبب ذلك في حدوث تجاوزات وإساءات وتطاول لا يليق أن يتعرض له الأمراء ولا نقبل به بحكم انتسابهم للأسرة الحاكمة والتي نقدرها ونعتز بها ولا نقبل بأن يتعرض أي منهم لأي اساءة من قبل أفراد أوجماعات بسبب نتائج سلبية أو قرارات خاطئة.
المجتمع الرياضي السعودي مليء بالكوادر المتميزة والتي بدأت مشوارها من الميدان وهي قادرة على استلام زمام الأمور متى ما أُتيحت الفرصة لها وعلى رأسهم رئيس اللجنة المؤقتة لتسيير أعمال الاتحاد السعودي لكرة القدم الأستاذ أحمد عيد.
نوافذ:
- في مداخلة الخبير ماجد عبدالله مع برنامج مساء الرياضية صادق على وجهة نظري فيما يخص سلبية سرعة استدعاء أي لاعب شاب بعد بروزه مباشرةً للمنتخب وسلبية ذلك على اللاعب والأمر الآخر التعاقد مع مدربين كبار ومشهورين لم يعد لديهم الطموح لتحقيق إنجازات شخصية لهم قبل الفريق الذي يدربونه وريكارد مثال على ذلك.
- الانتخابات ليس بالضرورة أن تأتي بالأفضل ما لم يكن هناك ضوابط ومعايير للمرشحين وهو ما نتوقعه من قبل اللجنة المشكّلة لإقرار لائحة الانتخابات القادمة سواء للجمعية العمومية أو اتحاد القدم.
- ممثلينا في بطولة أندية آسيا يبدأون غداً مشوارهم الطويل نحو الفوز باللقب ورغم حالة التشاؤم التي تسيطر على الجميع بعد خسارة منتخبنا إلا أن ممثلينا قادرين على تغيير الصورة الباهتة عن الكرة السعودية.
- أولى مهام اللجنة المؤقتة لاتحاد القدم التحقيق مع رئيس لجنة المنتخبات حول فشل المنتخب السعودي في تصفيات كأس العالم رغم الدعم والإمكانيات التي وفرت للمنتخب.
alzamil@cti.edu.saتويتر Abdulkarim Alzamil