أنصحك أن تفعل مثلي، فبعد قرأتك لهذا (المقال) احرص على إخفاء الجريدة عن (أنظار زوجتك) حتى لا نجد أنفسنا وقد أصبحنا على (الحديدة) كفريسة للنساء وأطماعهن، وحب تقليد المجتمعات الأخرى..! فقد وجدت لزاماً علي كأحد المنتمين للجنس (الذكوري) أن أحذّر وألفت الانتباه لما حصل مؤخراً (لرجال شرق القارة) عافانا الله مما ابتلاهم به..؟!

حقيقة لا أعرف من أين جاء السيد (ريتلي كاتيلي) المتحدث باسم سلطات (غورونتالو) التابعة لمقاطعة (سولاوسي) شمال إندونيسيا، بمقولة (يعجز الرجال عموماً عن كبح لجام رغباتهم عندما يملكون أموالاً كثيرة)..!

الحمد لله و(أبوس يدي ظهر وقفا) كما يقول إخواننا المصريون أنني لا أعيش في هذه المقاطعة التي بدأت منذ يوم (أمس الأول) بتحويل رواتب الرجال فيها بأمر من (السلطات المحلية) إلى حسابات زوجاتهم، نتيجة احتجاجات كبيرة قدمتها النساء بحجة عدم معرفتهن برواتب أزواجهن ومصيرها..!

الرجولة في خطر (يا جدعان)..! إيه اللي بنسمعه ده؟! أكدح طوال (30 يوماً) لأحصل على راتب نهاية الشهر، ثم أجاهد (30 يوماً ) أخرى من أجل إخراج ما تبقى منه من حساب زوجتي؟!

المشكلة أن (90%) من إخواننا (الرجال) هناك موافقون ومرحبون بالقرار حتى يثبتوا لزوجاتهم أنهم أبرياء من أي (علاقات مشبوهة) قد تلتهم رواتبهم وأموالهم، يعني المدام صارت زي (المحاسب القانوني) وين الريال هذا راح وما هو المستند والمبرر لصرفة..؟!

طبعاً قضية كشف الزوج (لراتبه ودخله الشهري) مشكلة أزلية وفي معظم المجتمعات والثقافات تقريباً، وهناك زوجات كثر لا يعلمنَّ كم يبلغ (راتب الزوج) رغم أنها تعيش معه منذ سنوات طويلة، بل إن أحد مواقع (الإنترنت النسائية السعودية) قد وضع على صفحته الأولى برنامجاً يساعد الزوجة على حساب رواتب الموظفين الصافي والبدلات والمبلغ الذي يودع في حساب الزوج فقط بمجرد تحديد مرتبته ودرجته الوظيفية..!

يعني (ورانا ورانا) المشكلة أن هذا الموقع يضع أيضاً دراسة علمية توصلت نتائجها إلى أن استحواذ الرجل على راتب زوجته أو ابنته العاملة هو (سرقة علنية) تحتاج لمحاكمة مرتكبها..!

لا شك أن (راتب الزوجة) من حقها كاملاً ولا يجوز المساس به إطلاقاً دون رضاها، فالرجل هو (المسؤول الأول) عن تمويل الحياة الزوجية، بينما المرأة شريك في إدارة هذا التمويل والدخل فقط، بقدرتها وحسن تصرفها كأم وزوجة راشدة تساعد وتعين شريك حياتها في إدارة أموره المالية بكل اقتدار.

تقول بعض الدراسات إن الرجال يخفون الرقم الحقيقي لرواتبهم ويوهمون زوجاتهم بأنهم يتقاضون راتباً أقل، والسبب هو شعورهم بأن ذلك سيساعد في بقاء بعض المال (بعيداً عن الأعين) حتى آخر الشهر..!

أظن أن الراتب في نهاية المطاف سيتبخر (فبيدي لا بيد عمر) بمعنى أخبر زوجتك براتبك الحقيقي وضع (ميزانية معقولة) بتخصيص (راتب شهري) ثابت لها داخل راتبك، وبنود مخصصة للديون والأقساط ومصاريف البيت والمصاريف الشخصية الأخرى بكل وضوح.

حتى لا تجد نفسك في نهاية الأمر كرجال (غورونتالو) الذين ليس لهم من كدحهم وشقاهم طوال الشهر إلا التعب.. اللهم لا شماته!

وعلى دروب الخير نلتقي.