مثلما فجّرت الثورات العربية عن الرغبات في ربيع يعم يشذاه، إثر خريف نزل بشحوبه في مجتمعاتها
من العقود ما ناف عن الثلاثة، والأربعة، استدعت الفرح بها..، فإنها فجّرت عن أزمة أخلاقية حادة، في وجوه تكاد أن تقضي على الفرحة ذاتها، وتحيل الأمل في الربيع، إلى زمهرير حارق...
هذه الأزمة، كشف عن الأخلاق غلالتها الهشة، بدءاً بأخلاق من ساد، وظلم العباد.., وانتهاءً بالأفراد من العباد، الذين طفوا على السطح سراقاً، ومنتهزين، ووصوليين، وراغبين في الفساد تحطيماً, واعتداءً, وتخريباً، وانتهازاً...!!
ليس أولهم الذين أرعبوا الآمنين في بيوتهم إبان بداية الثورات، والمعتدين على الأعراض، وممتلكات الأفراد..
ولا آخرهم الناهبون في مترو السادات أمس الأول السبت 3 مارس 2012 في مصر...
إنهم على مستوى دول الربيع الموسومة بحلم شذاه، حيث ظهرت المؤشرات الكثيرة المفجعة في أخلاق الناس...
وتماماً كما يقول المثل: (مصائب قوم عند قوم فوائد)..
يبقى تكهن مختلف الآراء في أمر من هم هؤلاء الذين شكلوا الوجه الآخر للثورات العربية بهذا اللون النشاز في مرآة الثورات..؟ الذين أظهروا أزمة الأخلاق الحادة،... على نحو ما لا تسكت عنه الأنباء.., ولا تخبئه الوقائع.