|
جدة - فهد المشهوري / تصوير ـ عبده العربي:
دعا مسؤولون سياسيون سابقون المملكة إلى التركيز على استثمار إنتاج البترول ومشتقاته، وقالوا: إنها تتمتع بمركز جغرافي رائع وإنتاج جيد من البترول، وتسير في الاتجاه الصحيح.
وطغى الطابع العالمي على جلسات اليوم الثاني لمنتدى جدة الاقتصادي أمس وشارك اثنان من رؤساء الوزراء السابقين هما شوكت عزيز وعلي بابا جان رئيسا وزراء باكستان وتركيا في الجلسة الأولى التي جرت بعنوان (ما بعد التكتلات) وناقشت السعي لتحقيق النمو الاقتصادي للدول الناشئة في ظل وجود الديون، وشارك بها جوزيه فرنانديز مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية للشؤون الاقتصادية والطاقة والأعمال، والسيد أنيل غوبتا كبير المستشارين في معهد الهند والصين، وأدارها الإعلامي ريز خان.
ورفض المشاركون أن يكون ارتفاع سعر البترول وراء تعطل النمو في بعض الاقتصاديات الناشئة، واعترف شوكت عزيز بوجود الكثير من (الفساد) في بعض الحكومات أدت إلى تأخير عجلة النمو والإنتاج، في حين اتفق المشاركون على أن آثار الأزمة المالية لن تنتهي قبل نهاية 2012م.
وأكّد رئيس وزراء باكستان الأسبق أن عدم تماسك سياسات البلدان الأوروبية أدى إلى تفاقم الأوضاع الاقتصادية في تلك البلدان بشكل مثير للقلق، بينما تحتاج اقتصاديات الناشئة إلى الإدارة السليمة وانخفاض أسعار النفط، مستشهدًا بالتجربة الصينية، التي ينتظرها نمو اقتصادي هائل في حالة عدم ارتفاع أسعار النفط.
وقال عزيز: هناك عبرة ودرس ينبغي أن نخرج بهما، فعندما يكون هناك اتحاد اقتصادي ناجح لا بد أن يسهم ذلك في التنازل عن جزء من السيادة لكيان أكبر.
وهذا صعب على بعض الدول، وبالتالي هذه مادة للتفكير، والمعاهدة المالية التي تم الاتفاق عليها مؤخرًا بين دول الاتحاد الأوربي هي خطوة في هذا الاتجاه، وإذا لم تتنازل عن جزء من سيادتك ستواجه هذه المشكلات، والأمر ينطبق على الاقتصاديات الناشئة، والتطور الذي حدث لـ(النمور) الجدد مثل الصين والهند اعتمد بشكل كبير على تنازلات، فقد سمحوا لدخول الاستثمارات الأجنبية بشكل كبير.
أضاف: الاقتصاديات الناشئة تحتاج إلى الكثير من التحسين الاقتصادي، ومن أجل تحقيق ذلك لا بد من التخلص من (الفساد) الذي كان مسئولاً عن تعطيل قطار التنمية في بعض الدول، ورأي عزيز أن كل بلد ينظر للطاقة والبترول على أنه مساهم في عوائد الموازنة، وقال: عندما ترتفع الأسعار لا بد أن نقدم دعمًا، ولا يمكن أن نلقي اللوم على الأوبك في رفع الأسعار وأرى أنه لا بد من إحداث توازن في السوق من خلال ترشيد الإنتاج لبعض الدول.
ونصح رئيس وزراء باكستان الأسبق السعوديين بالتركيز على استثمار إنتاج البترول ومشتقاته، وقال: السعودية تتمتع بمركز جغرافي رائع وإنتاج جيد من البترول، وتسير في الاتجاه الصحيح، وعلينا أن ندرك أن ليس بإمكان أي دولة أن تفعل كل شيء بمفردها بمعزل عن الآخرين.
بدوره أكَّد السيد جوزيه فرنانديز مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية للشؤون الاقتصادية والطاقة والأعمال على ضرورة خلق وظائف في الدول الناشئة والنامية، مشيرًا إلى أن بلاده نجحت في السنوات الخمس الماضية في خلق (8) ملايين وظيفة الأمر الذي عادت آثاره بشكل واضح على الناتج القومي، وأسهم في تجاوز آثار الأزمة المالية.
وأوضح أنيل غوبتا البروفيسور في جامعة ماريلاند الأمريكية أن الاقتصاديات الناشئة تمثل حاليًا نسبة 33% من مجمل الاقتصاد العالمي، ومن المتوقع أن تمثل نسبة 50% خلال السنوات المقبلة.
وشدد محمد الصبان المستشار في وزارة البترول والثروة المعدنية على «أن المملكة تراقب بقلق المشهد الدولي، على إثر الأزمات التي تمر بها أوروبا وأمريكا، وأكّد أن هناك زيادة في حجم الإقبال على النفط في البلدان الخليجية وخصوصًا السعودية، حيث بلغ حجم الطلب الصيني على النفط بالسعودية أكثر من مليوني برميل، بينما هناك انخفاض في حجم الطلب للبلدان المتقدمة بنحو مليوني برميل.
وعدّ أن الاقتصاديات الناشئة هي الأكثر جذبًا في المشهد الاقتصادي العالمي، بينما سيعود الاتحاد الأوربي إلى الركود الاقتصادي ولن يتعافى قبل نهاية العام، في حين سيكون هناك نمو ضعيف جدًا للاقتصاد الأمريكي، وقد رأينا مجموعة (الثمانية) ووجدوا أن العالم لا يمكن أن يتجاهل الاقتصاديات الناشئة، كما رأينا تأثير مجموعة العشرين التي تتمتع المملكة بعضويتها على الاقتصاد في العالم بشكل كبير، ونحن نرى أن الزيادة في الطلب على النفط انخفض في بلدان أوروبا، بينما زاد في الصين، ونحن نواكب الوضع باعتبارنا نصدر النفط، وأتصور أن الطلب على النفط سينخفض أكثر في الفترة المقبلة.