تدشـن وزارة الثقافة والإعلام هذا الأسبوع فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب، ومع البداية -كالعادة- يرتفع سقف التطلعات، إذ يرى القائمون على شأنه أنه سيكون مناسبة ثقافية متميزة، وسيسهم المعرض في رفع ذائقة القارئ، وتطوير حاسة التلقي لديه، والبحث عن كل ما يحقق معادلة المتعة والفائدة في هذه الأيام التي تشهد إقبالاً هائلاً من قبل معظم شرائح المجتمع، كبارا وصغاراً.
المعرض الدولي للكتاب سيظل علامة مميزة في جهود وزارة الثقافة والإعلام، حيث اعتادت في هذا الوقت من كل عام تجنيد طاقاتها للعمل من أجل إنجاح هذه المناسبة وكسب الرهان الحضاري في هذا المضمار المهم.
إلا أن ما يبرز كمعادل موضوعي لهذه المناسبة الثقافية ولا يمكن إغفاله هو حضور القوة الشرائية للكتاب، حيث تدور مساعي العرض وسبل الجذب من قبل دور النشر وكأنها تستعد للظفر بأكبر قدر ممكن من الزوار من خلال الترويج والترغيب مع أهمية وضع السعر المناسب في الحسبان لأن من يزمع اقتناء الكتب هم في الغالب من الطلاب و الباحثين.
ويلاحظ على الأسعار في كل عام أنها تميل إلى الارتفاع وهذا ما يذكره على الدوام رواد وزائري المعرض، كما أن هناك غياباً تاماً لفكرة الطباعة الشعبية التي يأتي سعرها في الغالب منخفضاً وفي متناول الجميع، فقد نجحت هذه الفكرة في بعض المعارض الأخرى وربما أبرزها في معرض القاهرة الدولي في كل عام.
أما وإن ظلت الأسعار عالية أو مبالغ فيها فربما يتحول المعرض إلى مجرد مكان للفرجة والزحام، عدا ما قد يقدم للطفل إذ إن دور النشر المشاركة في هذا المعرض -كما هو معتاد- تسعى إلى استمالة الطفل وأسرته لترويج ما يتسم بالطرافة والجدة في صور مختلفة ووسائل نشر يغلب عليها طابع البحث عن حلول عصرية تتعلق بثقافة الطفل وتعليمه.
المعرض في هذا العام سيفتقد خدمات دور النشر السورية بشكل كامل بسبب الأحداث هناك، وربما ستعوض دور النشر والمكتبات في الداخل هذا النقص، أضف إلى ذلك أن دور نشر جديدة ستشارك هذا العام من تونس ومصر ولبنان من أجل أن يحقق الكتاب حضوره المتميز أمام الزائر.
رواج تجارة الكتاب الورقي وفرص بقائه ستتعزز هذا العام، فقد أثبت الكتاب الورقي بأنه لا يزال صامداً ومتماسكا بوضعه التقليدي رغم الإشاعات والتخمينات من قبل الاليكترونيين الذين ظلوا لأعوام يرددون الادعاء بأن الكتاب الورقي إلى زوال، لكنه في كل عام يثبت أنه كسب الرهان بوجوده التقليدي مع الأخذ بأسباب التطور من خلال كل ما هو حضاري، أو الكتروني من أجل تعزيز وجود الثقافة والمعرفة بأشكال وسبل متعددة.
hrbda2000@hotmail.com