من قدر له التعامل المتواصل مع حفظة كتاب الله الكريم وطلابه أيقن ما للقرآن الكريم من أثر بالغ في تهذيب السلوك والأخلاق، وهذا ما لمسته من التعامل مع الطلاب والعاملين لفترة تقرب من الثلاثين عاماً.
فالسلوكيات والأخلاق الحميدة سمة بارزة لحفظة كتاب الله الكريم، يؤكدها كل من تعامل معهم من معلمين، وقبل ذلك آباء وأمهات لمسوا أثر كتاب الله وما فيه من آداب وتعاليم في التعامل مع المجتمع، وقد أدى هذا السلوك الحميد من الطلاب إلى التأثير في بعض أولياء الأمور في سرعة إلحاق أبنائهم بحلق التحفيظ حينما رأوا ما اكتسبه طلبة التحفيظ من آداب وأخلاق فاضلة، ولذا فهم ينشدون لأبنائهم ويرغبون في تحليهم بالصفات الحسنة من احترام وآداب إسلامية نهلوها من القرآن الكريم، وتعلموها من معلميهم الذين لا يقتصر أداؤهم على التحفيظ والتلقين، بل يشمل ذلك العمل على التدبر والتأمل، وأخذ الدروس المستفادة من الآيات.
ولا يقف الأمر عند حد السلوك والتعامل المثالي من طلبة وحفظة كتاب الله الكريم فقط بل حتى التفوق الدراسي كان لهؤلاء الطلاب نصيب السبق وأثبتت الإحصائيات أن أكبر معدلات في القياس والتحصيل لطلبة الثانوية العامة ممن هم على أبواب التخرج نالها الطلبة الدارسون في مدارس تحفيظ القرآن الكريم وفي حلقات تحفيظ القرآن الكريم فقد نالوا من بركة القرآن وفوائده وما عند الله خير وأبقى.
alomari1420@yahoo.com