|
بيروت - منير الحافي - دمشق - جنيف - بروكسل - وكالات:
تظاهر آلاف السوريين أمس في جمعة «تسليح الجيش السوري الحر» في أنحاء سورية, وتصدت لهم القوات النظامية بقذائف المورتر والرصاص لسحق الاحتجاجات المطالبة بإسقاط الرئيس بشار الأسد. وقتل 44 سورياً على الأقل في أنحاء البلاد بينهم 23 شخصا في مدينة حمص وريفها أمس برصاص وقذائف الجيش السوري. ففي حمص, قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن «قتل عشرة سوريين بالرصاص» في حي بابا عمرو و»لم تتضح ظروف مقتلهم».
وعززت القوات السورية وجودها داخل حي بابا عمرو المضطرب، بعد أن فرضت سيطرتها عليه الخميس، بعدما قام المتمردون بما سموه انسحابا تكتيكيا من المنطقة. وفي بلدة الرستن بمحافظة حمص أطلقت قوات الأمن السورية قذيفة مورتر على احتجاج مناهض للأسد, مما أدى إلى مقتل 13 محتجاً, بحسب ناشطون. وظهرت في لقطات نشرها نشطاء على موقع يوتيوب أشلاء بشرية في شاحنة كما ظهر جسد بلا رأس. وفي مدينة حلب, قال المتحدث باسم اتحاد تنسيقيات حلب محمد الحلبي ان «آلاف المتظاهرين خرجوا أمس في 12 نقطة في المدينة يهتفون لمدينة حمص والمدن المحاصرة في ريف حلب، وينادون بإسقاط النظام وتسليح الجيش السوري الحر».
وفي دمشق، ذكر المرصد ان خمسة متظاهرين أصيبوا بجروح «اثر إطلاق قوات الأمن السورية الرصاص الحي لتفريق تظاهرة خرجت من مسجد السلام في حي برزة». أما في محافظة ادلب, فأفاد المرصد أن قوات عسكرية نظامية اقتحمت قرية «عين البيضا» التابعة لمدينة جسر الشغور القريبة من الحدود مع تركيا بالمحافظة.
كما اندلعت اشتباكات أمس بين القوات الحكومية السورية والمنشقين في محافظة درعا قرب الحدود مع الأردن، مما أدى إلى مقتل جنديين من قوات النظام, بحسب نشطاء المعارضة.
من جهة أخرى وصلت قافلة المساعدات الإنسانية التابعة للجنة الدولية للصليب الأحمر أمس إلى مدينة حمص للدخول منطقة بابا عمرو المنكوبة لكن السلطات السورية منعتها من الدخول. حيث أعلن رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر جاكوب كيلنبرغر الجمعة ان قافلة اللجنة الدولية للصليب الأحمر لم تتمكن من دخول حي بابا عمرو في حمص الجمعة، معتبرا انه «من غير المقبول الا يتمكن أشخاص ينتطرون المساعدات العاجلة منذ أسابيع، من الحصول على أي دعم». إلى ذلك دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس الجمعة السلطات السورية إلى السماح بإدخال المساعدات الإنسانية إلى سورية «من دون شروط مسبقة» معتبرا ان الوضع في هذا البلد «غير مقبول ولا يمكن التساهل معه». وقال بان كي مون في تصريح صحافي «اطلب منهم بإلحاح ان يضعوا حدا للعنف وان يسمحوا بإدخال المساعدات الإنسانية»، مضيفا «هذه المسألة في صدر أولوياتنا في الوقت الحاضر».
على الصعيد السياسي, طالب قادة الاتحاد الأوروبي أمس بمحاسبة النظام السوري على أعماله و»الفظائع» التي ارتكبت في إطار قمع الاحتجاجات في البلاد. وقال رئيس الاتحاد الأوروبي هرمان فان رومبوي اثر قمة للاتحاد الأوروبي في بروكسل ان «المجلس الأوروبي لا يزال مصمما على محاسبة المسؤولين عن الفظائع في سورية على أعمالهم».
من جهته أعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اثر قمة للاتحاد الأوروبي في بروكسل ان بلاده قررت إغلاق سفارتها في دمشق للتنديد بـ»فضيحة» القمع الذي يمارسه النظام السوري ضد شعبه. وندد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون من جهته بالوضع «المخيف» في سورية وحذر من ان النظام «المجرم» للرئيس بشار الأسد سيعتبر مسؤولا يوما. وقرر قادة دول الاتحاد الأوروبي خلال قمتهم في بروكسل الخميس الإعداد لفرض «عقوبات جديدة موجهة» ضد نظام بشار الأسد. من جهته, ناشد مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان السلطات السورية أمس إلى احترام القانون الدولي بعد أنباء غير مؤكدة عن إعدام 17 شخصا بدون محاكمات بعد دخول القوات السورية إلى حي بابا عمرو في مدينة حمص. وقال روبرت كولفيل المتحدث باسم مكتب المفوضة العليا لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة «نحن قلقون بشان الأنباء التي بدأت تخرج من حي بابا عمرو في حمص بعد سيطرة القوات السورية عليه».