ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Saturday 03/03/2012/2012 Issue 14401

 14401 السبت 10 ربيع الثاني 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

عرفه؛ فلم يعتد منه همزًا ولا لمزًا، وعهده إذ كان يتلمس آلامَ صحبه وهم يُحسبلون ويحتسبون اكتفاءً بغيبٍ يدخرونه فتطمئن له نفوسهم ورؤوسهم، وهاذرهم بما عده نصًا «شعوريّا».

- قال متكئًا على منسأةٍ تحميه من وقوعٍ مرتقب: حين يهمي المطر يتحقق الوطر؛ فلا يضيرُ الأرضَ العطشى هديرُ رعدٍ عابر، ويصنع البرقُ البريق، وتُنبت الأرض الرياض، ويعشب الأخضرُ فيجلو القلوب الصدئة.

- كذا نعلّل ونحلّل؛ فلا جديد سوى استرضاء ذاتٍ موجوعةٍ، غير أن الحقيقةَ مختلِفة، كما هي - في أحايين - مختلَقة؛ فمن يقولها؟ ومن يقودها؟ ومن يستطيع الانكفاء على كلماتٍ مزجاةٍ تزعم الحل في الفضاء دون أن تنظر للغبراء؟

- أحس بمنسأته المرتبكةِ توشك أن تميدَ به، وظل متماسكًا ينثر من تنظيره ما يستدرُّ به تفكيره؛ مضيفًا لاستفهاماته استفهامات: فهل يلغي الوهجَ مطفئُ الغزالة ذات السنى والسناء؟ولأن الإجابة قدر الموجب والمعجب «لاءٌ» عريضة؛ فقد بادلوه بالأسئلة سؤالاً ذا طرفين؛ فهل يكتفون بمن يعرفون وينأون عمّن يهرفون؟ وماذا عمّن يضلون بعنوان ولا يعنيهم برهان؟

- لم يدعوه يكمل حكايته؛ فقد استعادوا صورةَ يائسٍ تمر به مواكب ومناكب فلا يقوى على المزاحمة ولا اللحاق، ثم يفطن ذات مسغبةٍ أنه قد فوّت الركبَ ولم يغنه المركب؛ فعاد لينام وكتب عنوانه الأخير «: من أنتم أيها المارون؛ قفوا لأصنع مجدكم.»

- لم يسمعوا ووعوا أن نشوة ساعةٍ لا تخلق البناء ولا يورقُ بها نجمُ أرضٍ أو سماء، وأن المقتاتين على عنوان لن يستطيعوا إحالته إلى متنٍ يقف عنده العابرون، أما العاثرون فلا عزاء.

- ربما بدا الحوار افتراضيّا في منطوقه غير أنه واقعي في مفهومه؛ فأمام النظرية تتوارى سوءاتُ الممارسة ولو غلبت، والنص الدينيُّ - وهو المقدس- يعتمد على الفكرةِ المجردةِ في يقينٍ إيماني بقيمة التوجيه الرباني مصحوبًا بآليات التنفيذ البشري.

- وما دمنا قد ودعنا صاحبنا «التنظيري» فيبقى الأمر غير متصلٍ بشخص أو قضية، بل بلغة متشنجةٍ متحدةٍ بالسواد تقود الحوار عبر الوسائط التقليدية والرقمية؛ ما جعل الناس يميلون لتصديق السلبي واطِّراح الإيجابي، والجزمِ بما يسوء ويسيء وعدمِ الالتفات لما يسر ويضيء.

- ومشكلة هذه اللغة - حين تسود - إحباط أجيال مقبلةٍ على الحياة لا تريد أن تبقى في كنف الأوصياء الذين تكهفت ذواتهم بما داخلها من يأسٍ فما عادوا يرون غير عتَمةٍ تسد الآفاق أمام رؤاهم؛ فهل يحق لهم حكمٌ وتحكيم؟ يجزم أن «لا»؛ فمتى تكون «نعم»؟

- الحوار ليس شعاراً.

ibrturkia@gmail.com
t :@abohtoon
 

حوار لم يكتمل
د. ابراهيم بن عبدالرحمن التركي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة