هناك رجال أوفياء ورموز كبار وشخصيات إدارية عصامية ساهمت في دعم الحركة الرياضية في مهدها وبدايتها التأسيسية.. من هذه النماذج البطولية الأستاذ عبدالرحمن بن حسن آل السيخ مؤسس فريق نجمة الرياض الذي دمج مع فريق شباب الرياض (الشباب) حاليا عام 1388هـ, شخصية إدارية واجتماعية عصامية تنتمي لأسرة الشخصيات الرياضية التي دعمت الحركة الرياضية بالمنطقة الوسطى قبل ما يزيد على نصف قرن من الزمن.
بدأ حياته الرياضية.. لاعباً مع فريق نجمة الهلال الذي كان يشكل عام 78-1379هـ الفريق الرديف الناشئ لنادي الهلال (قبل تصنيف الأندية وتسجيلها), وكان يحظى بدعم مباشر من رائد الحركة الرياضية بالمنطقة الوسطى الشيخ عبدالرحمن بن سعيد -رحمه الله- الذي احتضن هذا الفريق ودعمه, ومده بالكور والملابس, ورغم الصعوبات المجتمعية والمضايقات الثقافة في تلك الأيام الخوالي, باعتبار أن الرياضة لم تكن مقبولة اجتماعياً عند المجتمع النجدي, فضلاً عن انتسابه لأسرة معروفة لها مكانتها الدينية والاجتماعية.. كان (والده) الشيخ -عمر- يرأس جهاز الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. ورغم تلك الظروف استطاع أن يتسلل على حجل ليمارس رياضته المفضلة مع أبناء الحي (الظهيرة).. متزعما فريق الحي الذي سمي بفريق نجمة الهلال, ومن أشهر الأسماء التي ضمها هذا الفريق الناشئ.. عبدالله المهنا الشهير بلقب (عمر حامد) وعبدالله الزرقان (كندا) وعبداللطيف آل الشيخ وسعد الدبس وصالح العقيل وسالم حبيب وفهد المنيف.. ومع مجيء حركة تسجيل الأندية رسمياً مطلع الثمانينيات الهجرية من القرن الفائت.. انضم بعض اللاعبين إلى فريق الهلال أمثال عبدالله الزرقان -كندا- وسعد الدبس ومنهم من بقي مع الفريق النجماوي الذي تحول بعد تسجيله رسمياً إلى فريق (نجمة الرياض), وتزعم هذه المجموعة عبدالرحمن آل الشيخ بعد تصنيف النادي ضمن أندية الدرجة الثانية، وقد ندب الشيخ عبدالرحمن بن سعيد -غفر الله له- الأستاذ فهد الحيزان لرئاسة نجمة الرياض فيما تولى قيادة الفريق ميدانياً عبدالرحمن آل الشيخ ومثله ضمن نجوم الفريق أمثال عبدالعزيز الجويعي وفهد بن بريك وفهد بن منيف وعمر حامد وسالم حبيب وناصر النومان وعبدالله بن سالم.
شكل شيخ الرياضيين ابن سعيد سنداً قوياً لمؤسس النجمة عبدالرحمن آل الشيخ.. وعضداً بارزاً بعد تسجيل النجمة ضمن أندية الدرجة الثانية.. فقد كان يدعمه بالمال وبالكور والملابس, كما ندب آنذاك سكرتير الهلال فهد بن حيزان لرئاسة النجمة وتفرغ عبدالرحمن آل الشيخ وشقيقه المهاجم عبداللطيف آل الشيخ لتمثيل فريقه الذي قام على أكتافه.. حيث مثله في مركز الجناح الأيمن, ثم تحول لمركز رأس الحربة, وقد استفاد من العديد من المدربين الذين دعموا مسيرته الفنية إبان إشرافهم على تدربي الفريق العاصمي قبل دمجه.. أمثال السوداني خضر رمضان وعبدالله الكنج وأحمد عبدالله والد النجم الخلوق ماجد عبدالله.. واستمر مع الفريق لاعباً وقاده للصعود لأول مرة عام 1386هـ، وكان ذلك الموسم هو العصر الذهبي لنجمة الرياض, وقد حظي الفريق النجماوي بقيادة مؤسسة عبدالرحمن آل الشيخ أيضاً بدعم قوي ومباشر من رائد الحركة الرياضية بالمملكة الأمير عبدالله الفيصل -رحمه الله- الذي حمل العضوية الشرفية لنجمة الرياض في تلك الحقبة الفارطة.. كأول نادي بالمنطقة الوسطى ينال هذا الشرف التاريخي من رمز الرياضة الراحل.. وقد استمر آل الشيخ في الملاعب حتى النصف الثاني من عقد الثمانينات الهجرية, وتوقف بعد دمج النجمة مع الشباب عام 1388هـ، وترأس النادي آنذاك الشيخ عبدالحميد مشخص -رحمه الله- بعد الدمج الشهير.
يعتبر عبدالرحمن بن حسن آل الشيخ من الشخصيات الرياضية البارزة بالمنطقة الوسطى نظراً لإسهاماته التاريخية في تأسيس ناد كان من أشهر الأندية المنطقة في ماضية التليد, وبشهادة رموز الرياضة الكبار ومنهم الأمير عبدالله الفيصل وعبدالرحمن بن سعيد.. -رحمهما الله- كما ساهم الرمز الرياضي عبدالرحمن آل الشيخ في إدخال النشاط الثقافي في نادي نجمة الرياض كأول ناد بالعاصمة.. يدخل النشاط الثقافي في دهاليزه, وبالتالي بدأت الأندية بالمنطقة الوسطى تسير على ذات المنهجية والاهتمام بالنشاط الثقافي, نظراً لاهتماماته الأدبية والثقافية التي كان متولعاً بها.. إلى جانب حبه للرياضة.
احتفظ آل الشيخ بعلاقات واسعة مع رموز ورواد الحركة الرياضية بالمملكة.. ففي المنطقة الوسطى كانت علاقته مع الشيخ عبدالرحمن بن سعيد وعبدالله بن أحمد ومحمد عبدالله الصائغ -رحمهم الله- الذين نهضت رياضة العاصمة على أكتافهم في ستينيات القرن الماضي الهجرية.. علاقة قوية تحظى بدعمهم واستشارتهم بحكم أنهم من الرعيل الأول, وفي المنطقة الغربية كان الأمير عبدالله الفيصل رائد الحركة الرياضية يقدره كثيراً.. لإخلاصه وإسهاماته الرياضية مع بقية رجال الأمس الرياضي, وحسن تعامله مع الجميع.. كما ارتبطت علاقته أيضاً مع عبدالحميد مشخص الذي رأس الاتحاد والشباب وغيرهم من الرموز الكبار.
يبقى الأستاذ (عبدالرحمن بن حسن آل الشيخ) من الشخصيات الرياضية والثقافية والاجتماعية البارزة التي تركت بصماتها الخالدة في صفحات التاريخ الرياضي بالمنطقة الوسطى.