بعد قضاء خمسة أيام حافلة بالعمل والعطاء والمثابرة والجد والاجتهاد والتنقل (وربما السفر) والكد في تحصيل رزقك و(قلة النوم) وما يصاحب ذلك من إرهاق وتعب وغير ذلك من توابع ومخلفات الحياة العملية اليومية.
بعد كل ذلك الوصف وأكثر، تقبل عليك (عطلة نهاية الأسبوع مستبشرا) كالماء البارد الزلال للعطشان، والهواء البارد المنعش النقي للحران، والواحة الباسقة الأشجار والوديان في وسط صحراء قاحلة. يحاول الكثير منا البحث عن الراحة والهدوء والبعد عن الروتين وضغوط العمل، وضوضاء الشوارع وأصوات السيارات، وصراخ الأطفال، ومن هنا تبدأ الحكاية، ويبحث الناس (بعض الناس) عن (أماكن) توفر لهم الراحة المنشودة.. والهدوء التام... والتجديد لطاقاتهم وحيويتهم واستعداداتهم للأيام القادمة التي تعود في دائرة سريعة لتأخذهم مرة أخرى لأيام العمل المضنية والمرهقة والمفيدة.
دفعني (حبي الاستطلاعي-الغريزي) الذي خلقني به الله عز وجل (كإنسان) في البحث واستطلاع: كيف يقضي المواطن وحتى المقيم في الرياض عطلة نهاية الأسبوع؟ أن أتوجه لبعض الأهل والأقارب والأصدقاء وحتى الجيران، مستفسرا عن هذا الموضوع الذي لا يجد أحدا أي إحراج في التحدث عنه. فوجهت سؤالي للبعض وكانت هذه إجاباتهم الصريحة.
«يقول أبو زايد وهو رب أسرة: (بصراحة بالنسبة لي عطلة نهاية الأسبوع عادة تكون لبناتي، فالتخطيط لها يأتي من منتصف الأسبوع حيث يجتمع البنات مع بعضهن البعض بحضور والدتهن ويقررن التالي: «يوم الخميس هو يوم المنتزهات والمنتشرة في الرياض، أما الجمعة فهو يوم (تجمع الأسرة الكريمة على مائدة (الشوي) أو كما يحلو للبنات أن يطلقن عليها (الباربكيو)، حيث يقمن البنات بتحضير معدات الشوي حتى أنهن يخرجن يوم الأربعاء لشراء كل مستلزمات هذا اليوم، ويقمن بالاتصال بجميع أفراد الأسرة (الوالد والوالدة، الإخوان والأخوات والبنات والأقارب) ويؤكدن على الجميع الحضور الساعة (كذا) وإحضار ما لديهم المشاركة فيه في هذا اليوم الذي هو يوم (العز) يوم الأسرة. نسيت أن أذكر أنه يتخلل هذا اليوم بعض الألعاب الرياضية والمسابقات.
أما أبو سلافة فيقول: «اعذرني حين أقول إن عطلة نهاية الأسبوع بالنسبة لي هي (سفرة) إما للبحرين أو دبي، بمفردي، لأني أقضي (5-خمسة أيام من كل أسبوع بجانب الأسرة - ولذا أنا أستاهل الخميس والجمعة لي وحدي).
أما أبو جودي وهو أب لثلاثة أطفال (جودي-محسن-وداليا) فيقول: «أنا أحصل فقط على يومين من أيام الخميس والجمعة خلال الشهر الواحد، فأنا طبيب (مناوب)، طوال ثلاثة أسابيع في الشهر، وأحصل على هذين اليومين-الخميس والجمعة)، ولهذا نخطط بأن نقضيها مع الأسرة في البر، بمعنى نخرج من يوم الأربعاء بعد العمل تقريبا في الساعة الرابعة مساء، للوصول إلى المكان الذي سنبيت فيه والوصول إليه تقريبا حوالي (الخامسة والربع) مساء قبل المغيب ومعنا كل شيء نحتاج إليه (الخيمة والكهرباء والماء والأكل والفرش ومعدات الألعاب وغيرها). لن أستطيع أن أصف لكم أنني أتخلص من جميع همومي وأتعابي وأفكاري في هذين اليومين، وحين نعود مساء الجمعة، الجميع في (أحاسيس ومشاعر وحتى في صحة جيدة) مستعدون للأيام القادمة، وخاصة أنا أستقبل مرضاي بنفس مرتاحة ومستعدة لتقديم كل ما يحتاجونه.
والآن ماذا عنك أنت وأنتي، هل فكرتما في تخطيط قضاء عطلتكما الأسبوعية؟ إن كنتما في الرياض الحبيبة أو عروس البحر الأحمر جدة أم عروس الخليج الدمام الأحساء أو القطيف... في حايل.. عسير.. مكة المكرمة أو المدينة المنورة... في أي مكان في بلادنا الغالية.
كلمة أخيرة، جدد حياتك برحلة برية أو بحرية أو جبلية أو صحراوية أو عشبية في بلادك السعودية!
farlimit@farlimit.comالرياض