مؤلمٌ أن يكون الصقيع وبالتحديد سقوط الثلج على مدينة حمص أَرْحَمَ من جنود كتائب بشار الأسد، الذين يدكُّون أحياء مدينة حمص بالمدفعية والصواريخ لـ26 يوماً متواصلاً، ويستعدون لاقتحام حي بابا عمرو الذي تفوَّق في صموده على مدن ومناطق اكتسبت سمعة تاريخية لصمودها في وجه من كانوا يحاولون احتلالها.
لينين جراد التي ذاع صيتها لمواجهتها الهجوم الشرس لقوات هتلر النازية، أيضاً كان الثلج والصقيع مسانداً للصامدين فيها، ورغم أن القذائف والأعتدة والأسلحة في منتصف القرن الماضي كانت أقل قدرة وكفاءة مما تستعمله الجيوش في هذه الأيام، إذ إن في وقتها لم تكن الصواريخ تستعمل في الحروب بعد، وهو الآن يُطلق على باب عمرو منذ أكثر من ثلاثة أسابيع وسيكمل أسبوعه الرابع. وهذه الصواريخ التي أشتريت بأموال الشعب السوري للدفاع عن الوطن، ولكن تحوَّل هذا السلاح إلى المدن السورية وأحيائها وأصبحت هذه الأحياء شاهداً على وحشية وجرائم نظام بشار الأسد، وأخذ السوريون والمتعاطفون معهم يتداولون بكل فخر أسماء أحياء بابا عمرو والخالدية والإنشاءات في مدينة حمص ومدن الزبادني وحماة وإدلب ودرعا ودير الزور.
كل هذه المدن الصامدة وبالذات حي بابا عمرو تفوقت على أسطورة لينين جراد الروسية في مواجهة وسائل الدمار، وللسخرية من صنع الروس الذين يفاخرون بمدينتهم الصامدة التي قهرت النازيين، وها هم الآن يشاركون النازيين الجدد (كتائب الأسد) فيمدونهم بالصواريخ لتدمير مدينة آمنة. الثلج أصبح أكثر رحمة من الطغاة من البشر، فتساقط الثلوج عرقلَ خططَ كتائب الأسد في اجتياح مدينة حمص وبالتحديد حي بابا عمرو، حيث جُلبت فرقة ماهر الأسد المعروفة بوحشيتها والمتخصصة بإيذاء السوريين، وقد تصدت لهذه الفرقة المتوحشة مجموعات من الجيش السوري الحر الذين أثبتوا كفاءة وقدرة عالية في الدفاع عن المواطنين السوريين المدنيين، إذ استطاعت عناصر وقوات الجيش السوري الحر رغم ضعف تسلحهم ومعداتهم العسكرية في التصدي لكتائب الأسد المزودة بمدافع الميدان وراجمات الصواريخ، واستطاعوا تعطيل اجتياح حي بابا عمرو أكثر من ثلاثة أسابيع، لإيمانهم بالله أولاً الذي يساعد المظلوم، ثم لأنهم يقومون بواجب مقدس وهو الدفاع عن مواطنين مدنيين أبرياء، وهو ما يفرض على كل القوى الرافضة للظلم والمساندة للحق أن تسارع إلى دعم جهود الجيش السوري الحر في الدفاع عن السوريين، وتقدم له السلاح الذي يساعده على أداء مهمته الوطنية الشريفة.