مساء البارحة استوعب مركز الملك فهد الثقافي تجربة أولى لشباب قدموا للمشهد من خلال المتاحات الحديثة للتعبير بصوت واضح، وبثقة في القدرة الذاتية، وبما يعكس متابعتهم لما يدور من حولهم، والأهم الإحساس الصادق بما يمكن أن ينقد فيه الجانب السالب، أو يعزز فيه الجانب الموجب في معطيات الواقع داخل المجتمع وبين شرائحه.. أولئك الذين تابعنا بدهشة أفكارهم، ومواهبهم وقدراتهم في مقاطع «اليوتيوب»، وغيرها من برامج تلفازية كوميدية عرفوا بها، وتعرف عنها الجميع ما يضمه هذا المجتمع من الكفاءات والقدرات الفنية والتفكيرية من الشباب النابه..المعول عليه الكثير من الإضافات الفنية والإبداعية وغيرها..
واحتواء أمانة مدينة الرياض لهذه النخبة من الشباب، ومنحهم مساحة ووقتا، وجعل تجربتهم مفتوحة، ومتاحة مباشرة لقرنائهم, فيه أكثر من أمر جميل، ومفيد، وذي نتائج بعيدة أهدافها،... إذ أحسب أنها ضمن ما خططت, وهدفت له هذه الأمانة التي هي حقيقة قد اهتمت بأشياء عديدة، وكثيرة لفئات، وشرائح المجتمع, ضمن برامجها المتجددة، والمستديمة, والفاعلة, سواء في مواسم الصيف بإجازته، أو في المناسبات الوطنية المختلفة..أو على مدار تأسيسها وتخطيطها لمدينة فارهة بمنجزاتها..هي الرياض وضواحيها..
والأمانة قد صنعت البارحة, بوضعها سُلَّمة فعبرها موهوبو الشباب، إلى مستقبل فسيح للتفكير، والتأليف، ومشاركة هموم الإنسان، بثقة، وفرح..
فعلت هذا، إذ في مركز الملك فهد البارحة، قدم مجموعة من الشباب الموهوبين للمرة الأولى أمام الجمهور، نماذج من عروض، ناقدة، وساخرة، وهادفة, ومصححة لبعض مفاهيم، وسلوك، ومواقف، اتخذوا من فهمهم لقضاياها، وموضوعاتها مادة لعروضهم الفكهة، التي كثيرا ما يتابعها الكبار فتروح عنهم، مقابل قدرة هؤلاء الشباب على استثارة الابتسامة، واستحضار الدهشة...
أجدها مناسبة للإشادة بهذه المواهب في هؤلاء الشباب، وبأهمية احتوائها، وبضرورة الفسح لها لأن تكون منفذا لاستقطابها، بما يتيح صقلها، والتعزيز لقدراتها، والدعم المعنوي نحو أن تتطور, وتنضج، ومن ثمة تدخل ضمن المتغيرات الفاعلة في المجتمع،..
ويلاحظ ما كان من الإقبال الكبير من جميع الفئات العمرية للحضور.., كما يلاحظ اهتمام الآباء بمقتبلي الأعمار من أبنائهم، وهم يرافقونهم الحضور ليلة الأمس،..بما يعني إفادة الجميع في ساعات ترفيهية مفيدة وهادفة، ومغيرة لنمطية الوقت بالنسبة لفئة الشباب..
وللكشف عن مقدرات بشرية آن لها أن تجد الاحتواء، والتعزيز، والتبني.
كما أجدها مناسبة للامتنان الكبير بجهود أمانة مدينة الرياض, جهودها الواضحة في كل ما يعزز دورها، من أفكار، ومشاريع في دعم الثقافي, والوعي، والترويحي، لاحتواء الفرد في مراحله العمرية المختلفة، بما يتيح له الاستزادة والإضافة على مدار السنة، في اليومي، والمناسبة، والموسم فيها.