لدى والدتي مخزون لا بأس به من الأمثلة الشعبية، ترددها أمام أطفالي بين الحين والآخر، مما يشعرنا بالرضا والسعادة لوجود مصدر ثري لدى أبنائي لمثل هذا النوع من التراث الغني.
وحين أسمع تلك الأمثلة أربطها بشعور أو (لا شعور) بواقعنا في مجال الفنون البصرية، فيقال على سبيل المثال: «القرد في عين أمه غزال»، ويمكن ملاحظة ذلك في تفاخر البعض بأعمالهم الفنية كأنها أطفالهم، فيقومون بنشرها في الفيس بوك أو تويتر أو الاحتفاظ بالصور في حافظة هواتفهم الذكية، كي يتمكنوا من استحضارها في أي جلسة ليشاهدها الآخرون، وكلهم فخر بتلك اللوحة أو ذلك العمل ثلاثي الأبعاد، وقد تكون بالفعل جيدة، ولكن بعض الأعمال لا تستحق كل الثناء الذي يمطره الآخرون عليها من باب المجاملة لذلك الفنان الذي تخجل أن تجرح شعوره في تلك اللحظة!
أيضاً تقرأ تعليقاً من أحدهم على عمل الآخر، أو قراءة نقدية لمجموعة من الأعمال، أو يتحدث صاحب قاعة عن العمل الذي يريد الترويج له أبيعه، فتتعجب فيما يراه ذلك المُعلق أو الكاتب أو البائع، بينما لا تستطيع أنت رؤيته، فتتذكر المثل القائل: «قال من مادحها...قال أمها والمشاطة» والمقصود بهذا المثل لمن لا يعرفه مسبقا، أنه حين يتم الحديث عن «العروس» ليلة زفافها من قبل والدتها و(الكوافير) أي تلك التي قامت على تجميلها تلك الليلة، فلا يمكنك أن تأخذ هذا الرأي على محمل الجد، فالأولى لا ترى سوى الحُسن في ابنتها، بينما الثانية تريد فقط أن تُسوق لعملها في وجه تلك الفتاة!
أخيراً... لا أدري سبب اختيار الموضوع، هل هو التأثر بالوظيفة الجديدة في الجمعية السعودية للمحافظة على التراث، أم أنه تداعيات الجنادرية وما دار حولها من صخب أفقدنا فرصة الاستمتاع الحقيقي بروح وشكل التراث.
msenan@yahoo.com