نجحت الجمعية التاريخية السعودية وبكل جدارة في الحصول على المركز الأول على مستوى الجمعيات الإنسانية في لقاء الجمعيات العلمية الذي عقد في جامعة الملك سعود مؤخراً. والحقيقة أن مثل هذا التميز لهذه الجمعية العريقة لم يأت من فراغ، وإنما كان نتيجة تضافر العديد من العوامل التي شكلت في مجملها «تركيبة» التميز.
ولعل أهم هذه العوامل هو الدعم اللامحدود بشقيه المعنوي والمادي من قبل الرئيس الفخري للجمعية التاريخية السعودية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز حفظه الله.
حيث لم يبخل سموه على هذه الجمعية وكان دائماً متابعاً لأخبارها وإنجازاتها.
ولعل من أهم توجيهاته حفظه الله في هذا المجال ضرورة أن تعقد الجمعية التاريخية السعودية لقاءاتها السنوية في مناطق المملكة المختلفة إيماناً بأهمية التاريخ ودور ههذ الجمعية الممثلة له في تقوية اللحمة الوطنية.
أما ثاني هذه العوامل والتي قادت إلى هذا التميز فهو دعم معالي مدير جامعة الملك سعود الأستاذ الدكتور عبدالله العثمان.
حيث كان لهذا الدعم أثراً واضحاً في خلق هذا التميز.
ويأتي ثالث هذه العوامل ممثلاً في مجلس إدارة الجمعية برئاسة الدكتور عبدالله الزيدان.
حيث يتميز هذا المجلس بإيمانه العميق برسالة جمعيته من ناحية وقدرته على العمل بروح الفريق الواحد من ناحية أخرى مما خلق نوعاً فريداً من التناغم قاد الى تميز هذه الجمعية.
كما لا ننسى الأساتذة الأفاضل رؤساء تحرير أوعية الجمعية المتعددة وهيئاتهم الاستشارية والذين ساهموا أيضاً بدورهم في تميز جمعيتهم.
وأخيراً وليس آخرا يأتي دور أعضاء الجمعية والذين -ولله الحمد- تجاوز عددهم السبعمائة عضو والذين يزودون جمعيتهم بمواد تاريخية مختلفة للنشر، كما يزودنها بأفكار ومقترحات لا غنى لجمعيتهم عنها.
ومن هنا فإنني أهيب بهم جميعاً بالتفاعل المستمر مع جمعيتهم وهي تتربع على عرش التميز بين الجمعيات الإنسانية حيث إن الحفاظ على التميز أصعب من الوصول إليه.
ولعل هذا التميز للجمعية التاريخية يتزامن مع عقد لقائها العلمي الرابع عشر والذي سيعقد بمشيئة الله في مدينة الدمام بتاريخ 17 -6-1433هـ تحت عنوان «شرقي الجزيرة العربية عبر العصور».
حيث أدخلت الجمعية التاريخية ولأول مرة في تاريخها محوراً كاملا عن الفكر التاريخي يشمل المدارس التاريخية المختلفة ودور المؤرخ في عصر العولمة إيماناً من الجمعية بضرورة طرق هذه المواضيع في هذا الوقت الذي يشهد الكثير من المتغيرات الفكرية والاجتماعية.
حيث تأتي أهمية التاريخ وطرحه بطريقة جديدة تتناسب مع العصر مما يعزز دور التاريخ كعلم يسهم في صنع الحاضر ويعمل على خلق المستقبل.
ومن هنا فإنني أهيب بجميع أعضاء الجمعية والمهتمين بالتاريخ بضرورة التفاعل والمشاركة في هذا اللقاء العلمي الهام مما سيسهم في إثراء تاريخ المنطقة الشرقية الغالية على قلوبنا.
وبذلك نضيف لؤلؤة جديدة إلى عقد اللآلئ الثلاث عشر السابقة والتي نزين عنق الجمعية التاريخية السعودية المتميزة.
د. فهد مطلق العبري - أستاذ التاريخ القديم المشارك - جامعة الملك سعود عضو مجلس إدارة الجمعية التاريخية السعودية والناطق الإعلامي باسمها