مؤسف هذا المستوى المتدني من اللباقة بلغة التخاطب في (وسائل التواصل الاجتماعي) بين بعض الشعراء وغيرهم ممن قدِّر لهم أن يتخاطبوا معهم لسوء حظ بعض من قدّموا أنفسهم للمجتمع باسم (شعراء) وهو اسم كافٍ لتحديد (إحساسهم العالي المفترض)!! الذي كان يجب أن يكون عليه أكثرهم - على الأقل أمام الناس - بعد أن جعلت الثورة المعلوماتية كل شيء كما يقولون على المكشوف وبالتالي وضعت وعي الآخرين على المحك، وحين أتحدث عن بعض الشعراء السعوديين الذين يجب أن يكونوا قدوة لغيرهم في استحباب طيب الكلام وطلاقة الوجه لأنهم يمثلون المجتمع السعودي المشرِّف بما جُبل عليه بتعاليم دينه، وقيم مجتمعه النبيلة، وعن عدي بن حاتم - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «اتقوا النار ولو بشق تمرة فمن لم يجد فبكلمة طيبة» متفق عليه، كما أن احترام الشاعر لنفسه يعني احترامه لغيره (والعكس صحيح) فليس من المنطق والإنصاف لكل الأطراف أن يبدي شاعر - ما - استياءه من ردة فعل سيئة من قبل آخرين بينما هو (السبَّاق في مبادرتهم هذا السوء) بلغة فيها من الاستعلائية والتجاوز ما يحرج موقف الشاعر الذي لن يجد لموقفه مبررات حتى لو بحث عنها (مستعيناً بالمجهر) في دهاليز الندم بعد فوات الأوان!! ولنا في كبار شعرائنا قدوة في التعامل فلم نسمع أبداً عن شاعر سعودي كبير أساء لجمهوره في التخاطب معهم على الرغم من وجوده الطويل وتعامله المتكرر مع جمهوره عن قرب سواء عبر أمسيات شعرية أو لقاءات إعلامية باختلاف تنوعها قبل وبعد - وسائل التواصل الاجتماعي - وهذا ما جعل لهم مكانة كبيرة في نفوس الناس لا تقل عن مكانتهم الكبيرة في الشعر كالأمير الشاعر خالد الفيصل والأمير الشاعر بدر بن عبد المحسن والشاعر إبراهيم خفاجي وغيرهم من رموز الشعر المتميز جداً، كما أن صمت الإعلام (المختص بالشعر الشعبي) على مجمل تنوعه عن رصد هذه السلبية وعلاجها هو تحفّظ أبعد ما يكون عن الإيجابية فهي (قضية شعر) وليست (قضية أشخاص) لأن التجاوزات والمآخذ بدرت من أكثر من شاعر في (وسائل التواصل الاجتماعي) وأصبح بعض إعلاميي الشعر يرتقبون مبادرات بعضهم ليعفوا أنفسهم من توجسهم الذي يصور لهم ردود فعل قد تمتد إلى شخصنة هم في غنى عنها ولسان حالهم هو نص المقولة الرائجة (واجب الجميع ليس واجب أحد Everybody›s business is nobody›s business).

وقفة للشاعر مساعد الرشيدي:

أنا سعودي والسعودية هي أغلى ما عرفت

من القبيلة والحمولة من حياتي من هَلي

هي مفخرة سرج الزمان أقسمت بالله وحلفت

ما طال حلياها وعلياها وزين ولا حَلي