كتب - سلطان المهوس

خلال أقل من عامين عجزنا عن الفوز على عمان.. الأردن.. سوريا.. أستراليا.. اليابان.. وفزنا بصعوبة بالغة على تايلند.. خلال بطولتين لم نحصل إلا على سوى ست نقاط فقط..

خرجنا من الآسيوية بفضيحة تحتاج لدراسة متعمقة ونبش لمسبباتها.. الآن خرجنا من نفق كان يمكن أن نعبره بست نقاط بالية كانت نهايتها صاعقة رباعية من فريق رديف أستراليا..!!

ليس المهم أن تخسر أو لا تخسر.. المهم ألا تخدع نفسك وتظن أنك الأقوى والأفضل والأمثل.. هناك آخرون يفكرون أفضل منك.. يلعبون أحسن منك.. يعرفون الاحتراف أقوى منك.. هذا هو المهم.. لغة الطواويس.. استحضار التاريخ المغبر بين الفينة والأخرى.. التغني بأمجاد الثمانينات.. لم يُعدُّ مجديًا أمام ثورة عصر التقنية والفكر والمعرفة.. الناس يتساءلون.. لماذا نحن هكذا؟؟

الجواب حتمًا سيكون.. نحن الأضعف.. هذه كل الحكاية.. نحن لا نعترف بقوة الآخرين لذلك نتلقى الصدمات كومضات حلم سيء سرعان ما نحاول الهرب منه.. إلى أين؟؟ إلى حلم صاعق آخر..!! لم تعد المشكلة بالتدريب.. المعسكرات.. اللاعبين.. الفكر الاحترافي.. المال.. الإدارة..

المشكلة أننا لا نفهم أين نحن؟؟!

الواقع يؤكد أننا نحن الأبعد عن التخطيط الجيد لكرة القدم..!!

الواقع يؤكد أننا الأكثر ثرثرة حول الكرة وشؤونها..!!

الواقع يؤكد أن خططنا لا تنمو طبيعية، بل تخر صريعًا من أول وهلة..!!

الواقع يقول: إننا لا نعترف بأننا بارعون كهواة (شدوا الحيل.. دبلها.. اليوم يومكم.. لا أوصيكم..)..!! بينما راسبون كمحترفين (لا صناعة كرة قدم ولا ثقافة لاعبين ولا ضوابط للمستقبل ولا دراسات فنية ولا يحزنون..!!). اتحاد الكرة بريء.. الأمير نواف بريء.. اللاعبون بريئون.. ريكارد بريء.. كل العالم بريء.. الظلم يقع علينا نحن، نعم نحن.. لم نفهم بعد أننا تطمح والآخرون كذلك.. نعمل والآخرون كذلك.. الفرق.. أنهم يعرفون ماذا يعملون.. نحن لا نعرف العام المقبل كيف سنكون..!!

هذه بضاعتنا التي لم تجد من يشتريها... ولم تجد.. إنها بضاعة رديئة لا تقوى على القيام بمهامها الاحترافية الجديدة خير قيام..!! توهمنا بأصحاب الملايين.. دللناهم.. أحنينا لهم الرؤوس.. دلعانهم.. غفرنا مصائبهم.. كافؤونا بماذا..؟؟ ست نقاط كاملة.. هي حصيلة الملايين المدفوعة لهم.. ملايين لم يكن لفقدها أي نتيجة مع أبطال منتخب عمان.. ملايين لم توقف الحلم التايلندي ليكون منافسًا حتى آخر رمق.. ملايين ذبحتنا وأشغلتنا بل وتسببت بمحق البركة عنا.. فمن يصدق أن ساعتين من الدوام اليومي يقابلهما راتب يفوق الخمسين ألف ريال..!!

اعطوا الخبز خبازه.. فالخيبة ليست نهاية العالم.. تجرعنا قبلها خيبات وخيبات.. المهم أن نتعلم.. نحترم الخصوم.. نقدر الآخرين.. نحسب لهم ألف حساب.. نعترف أننا الأضعف.. نحن نعتمد على الفردية.. الآخرون يعتمدون على الجماعية.. هم نجحوا.. نحن مشغولون بروابط المشجعين.. بميكرفون ولا بدون..!!

خيبتم الأمل.. نعم كنّا نحسب حساب هذا اليوم.. هو ليس آخر يوم لكنه بالتأكيد أقسى يوم.. هو اليوم الذي يجب أن نتوقف عنده طويلاً وأن نستحضر كافة دروسه دون استعلاء أو توجيه اتهامات.. نحتاج للهدوء.. تعم الهدوء ثم الهدوء.. نناقش بكل جرأة وحيادية.. أليس الوطن من غاب عن المونديال..؟ا ليس التاريخ كتب نهاية حلم البرازيل؟؟ الهدوء الذي يعطي الفرصة للكشف عن المسببات.. الهدوء الذي يمضي بنا لشاطئ النجاة.. القادم أكبر.. أخطر.. كتبتها منذ عامين.. حذّرت.. ناقشت.. أكدت.. لم يكن هناك من يستمع.. كتبت عن طواويس آسيا.. كتبت عن الدراسات المفقودة عن اللاعب السعودي.. حذّرت من الغرور.. اليوم دعونا من الماضي.. منتخبنا هو الأضعف بالقارة الآسيوية.. إنه يعاني حتى لو قابل نيبال.. تلك حقيقة.. إذا أين الحل؟؟

الحل الوحيد هو أن نعيد رسم مشاهد الاجتماعات وورش العمل دون مشالح براقة.. نحن غائبون عن الوعي الواقع على الأرض.. نعم نعتقد أننا غير والآخرون غير.. أسطوانة ضيعتنا وضيعت كل آمالنا.. المهم أن نتعلم.. هل أشك بذلك؟؟ نعم.. نعم.. نعم..!!