|
مسكينة هذه الجماهير السعودية التي أملت الكثير في المنتخب السعودي وتسمرت أمام الشاشات منذ الساعات الأولى من صباح الأربعاء الأسود وكانت ترسم مع منتخبها الأخضر حلم العودة للتصفيات بقوة والتأهل من الطريق الصعب لتعيد ذكريات جميلة كانت تسليها إلى وقت قريب , ولكن تحطمت كل هذه الأمال والطموحات والأماني والتطلعات على صخرة الفريق الأسترالي في غضون ( 4 ) دقائق فقط ,( 4 ) دقائق كانت كفيلة بفتك الحلم وتمزيقه , ولكن الواقع يقول إن المنتخب لم ينهار لأنه لم يتدارك نفسه في تلك الأربع دقائق بل إنهار لأن البناء والتخطيط الذي استمر لسنوات يشنفون أذاننا به قد انكشف أنه تخطيط ضعيف وغير مدروس وغير سليم وغير علمي ولا يمت للتخطيط بعيد المدى بأي صلة بل كلها كانت حلول ( عاجلة ) لمجرد أن يقال إننا وضعنا حلاً ولم ننجح , بينما كان من المفترض أن نضع حلولاً للنجاح ولنعيد منتخبنا الوطني إلى الطريق الصحيح , وهذا هو الفرق بين من يضع حلولاً للنجاح وبين من يضع حلاً « اجتهادياً « وقتياً غير مدروس مثل مافعلنا نحن منذ خروجنا من المنتخب البحريني في تصفيات كأس العالم التي أقيمت في جنوب إفريقيا 2010 , فنحن لم نخطط منذ ذلك الوقت ولم نعمل للنجاح وتجاوز عثراتنا الماضية بل كان كل الحديث يدور في أروقة الإعلام عن التخطيط الذي نسمع به ولا نراه مثل «بيض الصعو» فمن برنامج الصقر إلى برنامج النسر تاهت كرتنا وتعثرت خطواتنا , حتى على مستوى البنية التحتية نكاد نكون متخلفين عن من يقطن بجوارنا وأصبحنا ندير هذا القطاع « ببند الفزعة « وعقليات الهواة ومدراء الفرق الرياضية ,من يصدق أننا نروج لدوري زين أنه أقوى دوري وهو في الواقع لم يتم إنشاء أي ملعب رياضي منذ افتتاح استاد الملك فهد , من يصدق أننا نروج لأقوى دوري رياضي والأندية لازالت تتلقى « المعونات « من الرئاسة العامة لرعاية الشباب في عصر الأندية المحترفة , من يصدق أننا نروج لأقوى دوري وهو يعج بالمؤجلات والمقدمات والتدخلات من الصغير والكبير , من يصدق أننا نروج لأقوى دوري وأغلى دوري والأندية ليس لها قرار فيمن ينقل لقاءات الدوري بل تمارس معهم سياسة « الخصوصية « حتى في الكرة تدخلت الخصوصية . أخيراً من كان يصدق أننا في عصر الهواية تحصلنا على إنجازات قارية وإقليمية لم نتحصل عليها في عصر الكوادر التي تدير اتحاد كرة القدم الذي يتغنى بالاحترافية والبوابات والتذاكر الإلترونية واللوائح والقوانين التي تتجدد في كل عام .!! في اعتقادي أن الجماهير التي واسيتها في البداية تعرف أين الخلل الواضح والمسئول الأول والأخير عنه ومن يتحمله هو رأس الهرم فكما نقول له ولمن معه ممن يدير الاتحاد السعودي أحسنت وقت الإنجازات ,لابد أن نقول له أسأت حين الفشل, وعلية لابد من اتخاذ قرار جريء وحاسم لعلاج وحل المشكلة والنهوض بالرياضة وإلا فإن ( الحل ) هو الحل..
بسام اللحياني