لم يتوقف خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - أيده الله - في توجيه الدعوة للحوار بوصفه أسلوباً سليماً للتوصل إلى نتائج تجمع القيم المشتركة للإنسانية المبنية على العدل والعقل، والتسامح والتصالح، وتواجه عقبات ضيق الأفق والانغلاق والجهل والتحديات المتنامية المنذرة بالمزيد من المشكلات على اختلاف أنواعها.
ومن منابر محلية وعالمية يؤكد الملك المفدى مبدأ الحوار، ويدين فكرة الصدام بين الحضارات والثقافات ويدعو إلى أن تحل محلها فكرة التعايش السلمي البناء عبر حوار حقيقي يحترم كل طرف فيه الطرف الآخر ويحترم مقدساته وعقائده وهويته، وإنني على يقين بأن الحوار بين الحضارات واتباع الديانات هو السبيل الأمثل لتفويت الفرصة على العديد من الدعوات المتطرفة التي تخرج من مجموعات منتشرة في العديد من دول العالم باسم الدين تارة، وباسم العرق تارة أخرى، هدفها الرئيس هو تسميم العلاقات بين الشعوب والحكومات، وتقويض المشاركة الإنسانية في الحفاظ على الحضارات والتواصل بين أتباعها، وتحويلها إلى صدامات وحروب أنهكت العالم لقرون عديدة، في الوقت الذي تؤمن فيه بأن ما يجمع الغالبية العظمى من شعوب العالم هو أكثر مما يختلفون عليه. إن الحوار الذي ندعو له، وتمليه علينا ظروف حضارتنا الراهنة سوف يجنب العالم أجمع.
وقد نُقش اسم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز على صخرة التاريخ المعاصر بوصفه أحد أبرز دعاة السلام والحوار وصناع التاريخ بدعوته - أيده الله - للحوار ورسم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الطريق للحوار مع أتباع الرسالات الإلهية والحضارات والثقافات وحددها - أيده الله - في القيم المشتركة التي دعت إليها الرسالات الإلهية، التي أنزلت من الرب - عز وجل - لما فيه خير الإنسان والحفاظ على كرامته، وتعزيز قيم الأخلاق، والتعاملات التي لا تستقيم والخداع، وتنبذ الخيانة، وتنفر من الجريمة، وتحارب الإرهاب، وتحتقر الكذب وتؤسس لمكارم الأخلاق والصدق والأمانة والعدل.
وكان من أبرز القرارات التي توصل إليها المشاركون في المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار إنشاء مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز الدولي للتواصل بين الحضارات؛ بهدف إشاعة ثقافة الحوار، وتدريب وتنمية مهاراته وفق أسس علمية دقيقة. وإنشاء جائزة الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمية للحوار الحضاري، ومنحها للشخصيات والهيئات العالمية التي تسهم في تطوير الحوار وتحقيق أهدافه.
جدة