تبوك - عبدالرحمن العطوي

أربعة عشر عاماً عاشها سكان قرية النجد بهوية متنازعة بين منطقتي المدينة المنورة وتبوك، فلا استفادوا من تنمية هذه ولا مشاريع تلك، السكان يعيشون على ذاكرة الماضي يوم أن كانت قريتهم تتبع إدارياً لمنطقة تبوك، وقالوا في حديث لـ(الجزيرة) التي انتقلت إلى قريتهم للاستماع لمعاناتهم أن جميع أوراقهم الثبوتية من هوية وطنية و شهادات المواليد و السجلات الطبية و صكوك مزارعهم و المستفيدين من الجمعيات الخيرية و مدارس البنين و البنات و شيوخهم و معرفيهم و ارتباطهم الأسري في محافظة الوجه بمنطقة تبوك، حتى أنّ الكهرباء التي تغذي قريتهم تصلهم من محافظة الوجه التابعة لمنطقه تبوك و جميع مصالحهم في منطقة تبوك.

والقرية التي تبعد عن مدينة تبوك 240كم كانت تتبع إدارياً منذ توحيد هذه البلاد لمنطقة تبوك حتى عام 1418هـ حيث تم ضمها إدارياً إلى منطقة المدينة المنورة التي تبعد560 كلم حسب ماذكره السكان لـ(الجزيرة) وهم أبناء عمومة واحدة وجلهم كبار في السن ومن واقع اطلاعنا على هوياتهم الوطنية.

يقول مسند بن مصلح الوابصي من مواليد عام 1342هـ (91) عاماً وصبيح بن هليل الوابصي من مواليد عام 1347هـ (85) بن عودة الوابصي من مواليد عام 1350ه (82) عاماً ونويزل بن عويض الوابصي من مواليد عام 1355هـ (76) عاماً وحمود بن عويض الوابصي من مواليد 1368ه (65) عاماً وفريج بن عويض الوابصي البلوي (77) عاماً إن معاناتهم قد دامت اكثر من اربعة عشره عاماً من وقت ضم قريتهم لمنطقة المدينة المنورة، مشيرين - على حد قولهم - إلى خطأ إداري في محافظة العلا التابعة لمنطقة المدينة المنورة لا ذنب لهم فيه، وقالوا إن لجنة قد تم تشكيلها في عام 1418 هـ من قبل الجهات المعنية وعند اجتماعها تم اكتشاف هذا الخطأ وأجمعت على رأيها في إضافة القرية من محافظة الوجه منطقة تبوك إلى محافظة العلا منطقة المدينة المنورة، وقالوا إن قريتهم قد توقفت عنها جميع الخدمات الضرورية رغم طلبات سكانها الملحة، مشيرين إلى أنهم قد تقدموا بطلباتهم لمحافظة العلا بمنطقة المدينة المنورة خلال الأربعة عشر سنة الماضية ولم يصلهم إلا النذر اليسير الذي لا يلبي طموح المنطقة.