أحيانا تنهض رغبة فارة من مشهد الموت الضميري للإنسان بأن تنقلب الأرض فتلقف كل جبار،..

وأحيانا تذهب الفكرة لعمق تلافيف الوجه الآخر لوجودهم، بأنهم هم الذين يمنحوننا قيمة وجود الطيبين على الأرض..

نادرا ما يتمنى العقل أن يتوقف عن التفكير، وغالبا ما يبحر في آماد أفكار يعجز في الواقع الرأس الذي يحمله عن إتمام خيوطها، ولضمها في أعمال يمكن تنفيذها، فرأس واحد يفكر، وجملة من مقترحات، لا تبني للإنسان جسورا ليعبر ضفة أخرى مسالمة لبحور الدماء، والضلال، والشتات التي يعيشها إنسان الحاضر..

والواقع يلوح بحقيقة أن الإنسان ليس لديه أمر أشد أهمية من نفسه..

فأين المؤثرون على أنفسهم إذن على مستوى النفوذ والتنفيذ.؟

دوما يكون التفكير في وجودهم سباحة في سراب..

وكثيرا ما امتد السراب..، وامتد التخيل.., وامتد الأمل..

العالم الذي غدا على بسطة كف، فضح الإنسان بدقة،.. وكشف عنه تماما..!!

فكل مشاريع الإنسان العصري على الأرض، هي للأرض التي يمشي فوقها فقط..,

أي لهذه الدنيا المزخرفة بأمانيه، الممتدة لأحلامه، وأحلامه فقط.. أي هو يعمل بغواياتها..

ينال منها مالا يشبع به..، ويبحث فيها عما لا تهبه إياه.., ويمارس فكرة أنه فهمها, وقدر عليها.. فيما لا يمكنه من الاقتران بها.., فالدنيا تغريه.., تقترب منه حتى تعميه..، وحين يمد يده ليتأكد من لمسه إياها..., تهرب منه كما تنسل الشعرة من العجين..

يمارس في تلك اللحظة، هجمة المفترس فيتخبط..

فإن هو ذو نفوذ، وقدرة فتك بكل ما، ومن يمكنه فوقها.., وإن لم يكن فتك بما حوله..، وكثيرا ما يفتك الإنسان بنفسه.. فلا يحكم الأرض بعقل غير الإنسان.., لكنه ينيم عقله طويلا..

يا لها من مفارقات..، وعجائب، ومدهشات..,

فكل القتل المشتعل على أرض هذه الدنيا، جادة آلاته...مسنونة..,

ولم تعد المُديَّة، والرمح, والسيف,...إذ تطورت لقنبلة..، وقذيفة..، وصاروخ..، ومعدات ثقيلة..،

وقبلها، وبعدها قدرات عقلية موغلة في الشر، والحيل، من تخطط، وتنفيذ، وتفعيل...,

هذه إن لم تقض على مطلق الإنسان، ومقدراته..., جاءت ففتكت قتلا لقيمها..، وأخلاقها.., وذاتها..

زمن القتل ,والموت، صدقوني لا زمن البناء..، والحياة.