قبل أيام غيّب الموت هادم اللذات ومفرّق الجماعات أحد جيراننا الطيبين صالح بن محمد البقعاوي من شمر القبيلة العربية الغنية عن التعريف تغمده الله بواسع رحمته وعفا عنه وسامحه وجبر مصيبة أهله وأبنائه وذويه في فقده وعوّضهم عنه خيراً، وهذه حال الدنيا تجمع وتفرّق الأقارب والجيران والأصحاب والبقاء والخلود لخالق الوجود سبحانه. قال تعالى: كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ (آل عمران 185). نسأل الله بمنّه وكرمه أن يجعل الفقيد من الفائزين بدخول الجنة ومن المزحزحين عن النار وجزى الله خيراً كل من شارك في الصلاة عليه واتباع جنازته والدعاء له بالثبات، وقد سرني كثيراً ذلك الجمع الوفير الذين شاركوا في الصلاة عليه واتباع جنازته وهذه سنّة حسنة في مجتمعنا تدل بحمد الله على ما يسود أفراده من الألفة والتراحم والمشاركة الوجدانية في الأفراح والأحزان وأداءً لحق من حقوق المسلم على أخيه المسلم وتحسباً للأجر والمثوبة التي بشّر بها المصطفى عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي رواه أبو هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من شهد الجنازة حتى يصلى عليها فله قيراط ومن شهدها حتى تدفن فله قيراطان، قيل وما القيراطان، قال: مثل الجبلين العظيمين) أخرجه البخاري.
أكرر التعزية لجيران الفقيد وأبنائه وإخوانه وكافة أسرته الكريمة وأكرر الترحم عليه مني ومن جيرانه الذين لم يطلهم منه أي أذى.
مرحوم يا جار عزيز فقدناه
وصرنا نعزي في مصابه بعضنا
الموت سنة والخلايق تحراه
يكفي عن الوعاظ لو اتعظنا
ونسأل الله ألا يري الجميع أي مكروه في عزيز عليهم.
محمد الحزاب الغفيلي - الرس