قال تعالى: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ} (30) سورة الزمر، ودعت محافظة عنيزة فجر يوم السبت الموافق 26-3-1433هـ ابنها البار العم الشيخ إبراهيم بن عبد الله بن عبد العزيز الملوحي، بعد معاناة مع المرض في آخر أيام حياته، كان خلالها حامداً شاكراً ربه - عزَّ وجلَّ - ما به، صابراً محتسباً - جعل الله ما أصابه طهوراً وكفارة -.
وقد تقبل أبناء الفقيد وذووه ومحبوه العزاء فيه - وكان الجميع متأثرين لفقد هذا الرجل الذي كان أباً للصغير وأخاً للكبير، قائماً بحقوقه تجاه أسرته ومجتمعه ووطنه، محباً للخير وذا أخلاق فاضلة عرف واشتهر بها - رحمه الله - وقد بدأ تأثر الجميع لفراق العم أبو عبد الله ظاهراً على محيّاهم وتعابير وجههم! وهذا ليس بغريب على محبين أوفياء لفقيد رحل عنهم بعد أن شاركهم هموم الحياة، وقاسمهم فيها الفرح والسرور، والأحزان والألم.
كيف لا وهو كان مدرسة في الحنان والتواضع، والقرب من الفقراء والمساكين، وكانت له اليد الطولى في البذل والعطاء في كل طرق وميادين الخير، فقلبه كبير لا يعرف طريقاً إليه الكره والبغضاء، ولم تكن نفسه جشعة فتحسد كل صاحب نعمة، فهو - رحمه الله - لم يعش لنفسه ولا لدنياه، بل عاش بسيطاً خفيف الظل، كريماً يفرح بالقادم إليه، يحب إدخال الفرح والسرور على الآخرين، صبوراً جلداً لا يشتكي.
كذلك عرفناه وهذا ما شهد به كل مَن عرفه؛ فكان رفيع الهمة عالي الرأس، حسن التعامل والتصرّف في المواقف التي تتطلب الحكمة والدراية، بشوش الوجه عريض الابتسامة، كان يتوافد عليه في مجلسه القريب والبعيد.
ودعتك الله يصاحب الصيت
يجعلك ربي في معية نبيه
لو شفت من عزى ومن جاء للبيت
معزتك ثره في عيون أمجله
سيبقى أثر محبتك وعطفك يا أبا عبد الله في قلوب الجميع، وستبقى بصمة تعاملك الحانية في نفوس كل من عرفك، فلئن غاب جسدك فما زال ما زرعته من خير ومحبة وصفاء نبراساً يتنفسه الجميع.
فعزاؤنا أنك قدمت على ربك بقلب سليم، وفارقتنا وأنت رافع سبابتك بشهادة التوحيد ولله الحمد والمنة، فرحمك الله رحمة واسعة وأسكنك فسيح جناته، ورفع درجتك في عليين، ونسأله أن يلهمنا جميعاً الصبر والسلوان في هذا المصاب الجلل إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ .
سليمان بن صالح المطرودي