عرفته صديقاً وزميل عمل في وزارة المعارف.. حينها كان يشغل وظيفة مدير إدارة الثقافة الشعبية، على ما أحسب إن لم تخني الذاكرة.
عُرف عنه الحزم والصرامة في عمله.
وعُرف عنه الصراحة في سلوكه.. إنه لا يجامل؛ المجاملة لديه ضرب من ضروب النفاق، وهو يكره النفاق..
مواعيده تخضع لنظام دقيق إلى درجة أنه لا يستقبل أحداً قبل سابق استئذان.. لا تخلو حياته من مواقف ذكية لا يفطن إليها إلا العالمون ببواطن الأمور، وهُم القلة من الناس..
موقف واحد ومشهود عُرف عنه لا يخلو من فطنة وذكاء وطرفة..
يزوره في مكتبه فلان وهو على علاقة عادية فيطلب له من (فرّاش) مكتبه شاياً بالحليب، ويزوره آخر فيطلب له حليباً بالشاي.. والفَرْق كبير بين الحالتَيْن.. في الأولى الشاي هو الأصل، والحليب هو الإضافة، وفي الحالة الثانية الحليب هو الأصل والشاي هو الإضافة..
فَقَد بصره أخيراً.. وافتقاد البصر مع الكِبَر مُدَمِّر للحواس.. وقبل أشهر عدة تعرض لجلطة دماغية أودت به إلى المنية..
ترك لنا من بعده أنجالاً رجالاً نعتز بهم، ونشاركهم فقدهم برحيل والدهم..
العزاء للجميع، والدعاء للفقيد بالرحمة.
الرياض ص.ب 231185 - الرمز 11321 - فاكس: 2053338