الجنادرية ومهرجاناتها الثقافية والتراثية نشاط وطني مميز، لم لا؟ أو ليس ذلكم المهرجان الذي يعرض ويسجل ويوثق ثقافة مجتمع وتراث أمة؟ أحضر ذلك المهرجان، مع بعض أفراد أسرتي،
أحيانا، وهنالك من يقول لي: لقد سأمنا منه ومللناه، وأقول لهم: لم لا تسأمون وتملون من السفر إلى خارج الوطن؟ والذي يمكن أن يصبح للبعض أمرا روتينيا، المهرجان الوطني للتراث والثقافة يمثل تواصل الأجيال ويشكل نبض الوطن، وإلا ماذا تريدون، أنلوذ بالصمت ونحجب تراث مناطقنا الفسيحة، وإيقاعات أجيالنا، ونحصر نشاطاتنا ونغيب تطلعاتنا؟ هل تريدون جيلنا الجديد، إن لم تكن أجيالنا لا تعرف إلا قشور الثقافات المستوردة، والمندسة إلى شبابنا وشاباتنا من خلال ثقافات التقنية المستحدثة؟ التي لا تتجاوز القشرة الخارجية الرقيقة من التقنيات الحديثة. ما يعرضه العارضون في مهرجان الجنادرية يمثل الحضارة الحقيقية لمجتمع مر بتجارب فريدة من نوعها وجرب شظف العيش ونعومة التطور ويتطلع إلى المزيد من التقدم والرقي الحضاري المادي، المحصن بالقيم الدينية الراسخة وبالأعراف الاجتماعية العريقة. يجب أن يكون المهرجان حلقة الوصل القوية ليس بين أجيال بل بين ثقافات متأصلة ومكملة لبعضها الآخر، ولنعلم أن تراثنا وموروثاتنا المجتمعية صمامات أمان تقوم بمهمة التوازن للمجتمع، فلا إفراط ولا تفريط، ومن جهل ماضيه وتراثه فمن باب أولى ألا يعير اهتماماً لمستقبل أجياله، إذن نقول نعم لتراث مناطقنا ومحافظاتنا وقرانا ومدننا، وفي الوقت نفسه نقول لا لبعض السلوكيات التي يزاولها البعض في أماكننا العامة، التي أذكر منها أمثلة فقط: التدخين، سلوكيات بعض الشباب والشابات، إلقاء النفايات في كل مكان، وما يتعلق بالأمور التنظيمية: عدم وجود لوحات إرشادية لأجنحة المناطق والخدمات العامة من مصليات ودورات مياه، وعدم تهيئة لمداخل المعاقين، أوقات الارتياد للمهرجان كانت ما بين الرابعة إلى الثانية عشرة ليلا، ويا حبذا لوكانت ما بين العاشرة صباحا إلى العاشرة ليلا.
alshaikhaziz@gmail.com