يتحمل رئيس النظام السوري بشار الأسد النصيب الأكبر في التدهور والوضع المأساوي الذي يعيشه الشعب السوري، إلا أن له شركاء في هذه الجريمة غير الإنسانية؛ فهناك أطراف دولية معروفة، مسكونة بمصالحها وأهدافها السياسية، تعطِّل الجهود الدولية والعربية الهادفة لحل الأوضاع في سوريا، التي يجب أن تتحمل المسؤولية الأخلاقية والأدبية عما آلت إليه الأمور في سوريا، خاصة إذ ما استمرت في موقفها المتخاذل والمتجاهل لمصالح الشعب السوري، الذي تتعرض مدنه للتدمير وأبناؤه للذبح اليومي.
تخاذل بعض الدول، بل وقوفها ضد مصالح الشعب السوري، والعمل بكل السبل لدعم تجاوزات نظام بشار الأسد، جعلت هذا النظام يتمادى في ارتكاب الجرائم ضد المدنيين السوريين، التي فاقت ما يعرفه البشر عن الجرائم ضد الإنسانية. وقد تواترت الأنباء الواردة من المدن المحاصَرة أن نظام بشار الأسد بدأ في إرسال كتائب موت خاصة لاقتحام تلك المدن، مثلما يجري الآن في حمص، التي اقتحمت أحياءها المحاصَرة قوات خاصة تابعة للفِرْقة المدرعة الرابعة، التي يقودها شقيق رئيس النظام، وأن أفراد هذه القوات مدربون على القيام بعمليات قتل وتدمير؛ ما يهدِّد بحدوث مجزرة وإبادة للأحياء المحاصَرة في مدينة حمص.
هذا التصعيد الإجرامي من قِبل نظام بشار الأسد يتطلب تحركاً عاجلاً من الأسرة الدولية، تضطلع الدول العربية بدور الريادة فيه، وتأخذ زمام المبادرة لتوفير ملاذ آمن للمعارضين السوريين، وتسليح الثوار؛ لتمكينهم من الدفاع عن أنفسهم.
تخاذل المجتمع الدولي وتقاعس المتعاطفين مع الشعب السوري الذي يتعرض لمذابح حقيقية هما ما شجع نظام بشار الأسد على تصعيد عمليات القتل والقمع، التي طالت جميع المدن السورية، التي تواجه عمليات قصف مدفعي وإطلاق صواريخ على الأحياء التي أحكم الحصار عليها؛ حيث قُطعت عنها إمدادات الوقود وشحنات الأغذية والأدوية؛ لذا فإن تلك الأحياء تواجه شبه مجاعة تتفشى في الكثير من المدن السورية، التي أصبحت تواجه ثالوثاً مرعباً من القصف اليومي والبرد القارس والجوع.
هذه الأوضاع المأساوية التي يعيشها الشعب السوري تفرض على المجتمع الدولي أن يتخلى عن تخاذله، وعلى الأطراف الدولية التي لا تزال تساند ظلم بشار الأسد أن تتوقف عن هذه المساندة، وأن تعود إلى الحق بنصرة شعب مقهور يتعرض للقتل والتجويع في ظل الأجواء المناخية بالغة القسوة.