في معرض عرضه مسوغات تقليص عدد اللاعبين المحترفين غير السعوديين من أربعة إلى ثلاثة قال اتحاد الكرة إن ذلك جاء بناء على مقترحات من بعض أعضاء الاتحاد، ومن عدد من الأندية ومن مدربي المنتخبات الوطنية، وكذلك من الدراسة الواردة من لجنة الدراسات الاستراتيجية التي رأت أن هذا التقليص ستكون له آثار إيجابية لمنح اللاعب السعودي فرصة أكبر للمشاركة مع ناديه، ويعطي فرصة لظهور مزيد من المواهب السعودية.
وفي تقديري أن اتحاد الكرة يستطيع اتخاذ ذلك القرار دون تلك المسوغات التي لا تتماشى مع المنطق، ولا تتسق مع الواقع.
فلو عدنا للمواسم الأربعة الماضية فقط، وأجرينا مسحاً عليها، لوجدنا أن نادي الهلال مثلاً هو أفضل الأندية استقطاباً للاعبين الأجانب المميزين، وفي الوقت نفسه هو أكثر الأندية إنتاجاً للمواهب، وأكثر الأندية منحاً لهذه المواهب فرصة تمثيل الفريق الأول، وأكثر الأندية دعماً لمنتخبات المملكة بمختلف درجاتها بالمواهب والعناصر المؤهلة.
فلاعبون أمثال رادوي وويلهامسون ونيفيز ويونج بيو والعربي والهرماش، وهي عناصر دولية وأساسية في منتخبات بلادها المتقدمة على منتخبنا في التصنيف العالمي، لم تحجب الفرصة عن العابد والدوسري عبدالعزيز والدوسري سالم والقرني والفرج والبيشي.. بل إن وجود تلك العناصر غير السعودية المميزة قد ساهم بشكل كبير في رفع مستوى تلك المواهب من خلال المعايشة عن قرب والاحتكاك معهم في التدريبات والمباريات.
ومع ذلك فأنا من المؤيدين لتقليص اللاعبين الأجانب، ولكن كنت أتمنى أن تكون مبررات اتحاد الكرة متسقة مع المنطق والواقع.
إضافة إلى ذلك فإن اتحاد الكرة، وبعد إقراره تحويل دوري الدرجة الأولى إلى دوري محترفين، فإنه بكل تأكيد سيسمح بمشاركة اللاعب الأجنبي في هذا الدوري؛ فلا يمكن أن يكون هناك دوري محترفين من دون أجانب؛ وبالتالي سيزداد عدد الأجانب في ملاعبنا، وعندها تنتفي حجة ترشيد النفقات وحجب الفرصة عن المواهب السعودية التي ساقها الاتحاد في معرض تبريره لتقليص الأجانب من أربعة إلى ثلاثة.
وإذا كانت آراء بعض أعضاء الاتحاد وعدد من الأندية ومدربي المنتخبات الوطنية بشأن فوائد تقليص عدد اللاعبين الأجانب هي آراء انطباعية فإن الدراسة الواردة من لجنة الدراسات الاستراتيجية باتحاد الكرة المؤيدة لتلك الآراء توجب إعادة النظر في اللجنة نفسها وآليات عملها؛ فالواقع يثبت عكس نتائج تلك الدراسة.