على مدى (الثلاثين يوماً المقبلة) سيُعايش أهالي العاصمة المقدسة (الكابتن نظيف)، وهي حملة تطلقها الأمانة هناك بالتعاون مع المرور للحد من ظاهرة (رمي المخلفات وأعقاب السجائر والمناديل) من السيارات في الشوارع والأماكن العامة..!.
طبعاً هذه (الحملة) إذا نفذت كما هو مُعلن عنها ومُخطط لها فستترك أثراً طيباً، لتوعية الناس بأهمية أن تبقى شوارع (العاصمة المقدسة) نظيفة، مما يساعد (عمال النظافة) للالتفات لتنظيف الشوارع وجعلها نموذجية أمام الزوار والمعتمرين، وهي (خطوة رائعة) وفي الاتجاه الصحيح وننتظر خطوات مماثلة لها في بقية المدن والمحافظات رغم أن هناك (عقوبة مقرة) و(غير مفعلة) للأسف الشديد ضد من يرتكب مثل هذا السلوك غير الحضاري، خصوصاً من محترفي الأكل والشرب أثناء القيادة..!.
تمشي في (أمان الله) ولا تدري إلا وعلبة (مشروب غازي) تتدحرج في الشارع مع صوت (تغره.. يطلقها سائق السيارة التي أمامك)، بعد أن من الله عليه (بوجبة دسمة) تناولها بشكل (أخطبوطي) وهو يقود سيارته دون مراعاة لمشاعر من حوله، أو حتى اكتراث بمبادئ النظافة سواءً كانت (مبادئ دينية أو أخلاقية أو نظامية).
المشكلة أن العديد من إخواننا (المقيمين بيننا) أصبحوا يقلدوننا في رمي المخلفات من سياراتهم، وخصوصاً سائقو سيارات (الليموزين) الأكثر جرأة من غيرهم على ارتكاب كل مخالفة دون خوف من رادع أو عقاب..!.
كنت فيما مضى ألوم أحد (الأصدقاء) بسبب كثرة المُخلفات داخل سيارته، ولكن بعد أن أوضح لي أنه يقوم بتنظيفها في نهاية الأسبوع ورمي بقايا الزجاج الفارغ من (الماء والعصير) في أماكنها المخصصة بدلاً من التخلص منها في الشوارع، أحسست بأن (سلوكه هذا) أفضل من التخلص منها في الشارع بشكل (فوري).
من (المؤسف حقاً) أننا نحافظ على نظافة المدن والعواصم التي نزورها في الخارج، لا بل ونحرص على إظهار مدى تحضرنا بوضع (المُخلفات) في الأماكن المخصصة لها بكل احترام، بينما نتفنن عند عودتنا (لوطننا) في تشكيل لوحات من المخلفات في شوارعنا وطرقنا السريعة، وكأن هذه الشوارع والميادين لا تعنينا والإجابة الجاهزة (عمال البلدية وش شغلتهم)؟!.
في اعتقادي أن غياب تفعيل الغرامات والمخالفات بشكل جدي هو السبب في تفشي وانتشار هذه الظاهرة من السائقين ومستخدمي الطريق..!.
والحل يكمن في تعجيل ضم مثل هذه التصرفات الخاطئة واللامسئولة إلى حزمة (ساهر)، فنظافة مدننا وشوارعنا مطلب مهم، وهي من العناوين الكبرى لمدى (رقي وتحضر) الأمم، وديننا الإسلامي سباق في الحث على النظافة والدعوة إليها من كل القوانين والأنظمة التي تعمل بها وتطبقها معظم العواصم العالمية والعربية ..!.
يجب أن نرى (كابتن نظيف) بيننا في كل وقت وفي كل مدينة، ويجب أن نُعلم هذا السلوك الحضاري لأطفالنا، حتى نضيق الخناق على العابثين بنظافتنا وصحتنا..!.
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.net