لعل من ضمن الاحتياجات المتوالدة عما طرأ من متغيرات بيئية، ومناخية على المدن، وتحديدا موجات الغبار، والأتربة التي تُستنفر لها المراكز الطبية، ويستدعي أمرها إعلان الأحوال الجوية للحذر, وكذلك وزارة الصحة للطوارئ في المصحات، ومراكزها الصحية، والمستشفيات، أن ينظر للمتضررين الأكثر، وهم فئات الطلبة، والطالبات في المدارس، الذين لا يعرفون التصرف، حين يحدث أن تعبر موجة الغبار بكتلته التي تعدم الرؤية، وتثير الأمراض الصدرية حتى يصل الأمر للوفيات, والاختناقات، وأول هذه الاحتياجات هو أن يتم إنشاء وحدات طوارئ في المجمعات المدرسية في الأحياء، وعيادات مدرسية تمكن المدارس جميعها بطبيب - ة وطاقم تمريض، مؤهلة للطوارئ، مجهزة بكل لوازم مواجهة الحالة،...
فطب الأزمات من المفروض أن يُستنفر وجوده مع حقيقة المتغيرات المناخية ذاتها،...
فالرياض مثلا صحراوية المناخ، والفئات الكثيرة فيها من مرضى الربو بهم ين الصغار، والمراهقين، بل الكبار أيضا الذين يمكن أن تخدمهم المراكز الصحية التابعة للأحياء، حيث هي موزعة على المدينة بشكل متوازن، لكنها بلا ريب ستكون قادرة على الاستيعاب السريع للمتضررين، في حال أن هجمت العاصفة بعد وقت الدراسة، أما حين يكون هجومها خلال اليوم الدراسي، فإنها سوف تربك الجميع في مقابل الازدحام, ومشكلات الطرق، وتلافي الصدام، والاختناقات المرورية، بما يعطل سرعة الإنقاذ، أو استيعاب الحالات كلها دون تفاقم النتائج..
فالأعداد التي تعلن عنها الوزارة بناء على تقارير المراكز الصحية من حالات الربو، والاختناقات الحادة, والحساسية الصدرية، بل أيضا التهابات الجيوب الأنفية، والأعين من آثار الغبار وأتربته، إنما تترك آثارها لأيام لدى الصغار، وتتطلب التفكر في مدى تعرض المدينة سنويا لمثل هذه العواصف..، حيث باتت موسما بذاتها، ومن ثم يستوجب حضورها فضاء المدينة، وأرضها احتياج المدارس لعيادات داخلها.
آمل بهذا المقترح أن نخفف من الهلع الذي ينتاب الأمهات، والآباء على أبنائهم، لاسيما أن الأغلبية يكونون في أعمالهم، أو غيرها فيصبح همهم ليس فقط ما الذي سيحدث لأبنائهم، بل كيف يسرعون إليهم لإنقاذهم، أو حمايتهم من العاصفة وآثارها،..؟ بينما حين تتولى عيادة المدرسة مواجهة الحالات, يكون الأمر أكثر تنظيما، وواجبا، وضرورة ملحة، وسرعة في مواجهة موسم الغبار وأزمته, وطوارئ حضوره غير الأمن..!!
أتمنى بهذا المقترح أن أكون قد حققت للأمهات رغبة الكتابة عن فكرة من أجل أبنائهن., وأزمة الغبار.