|
الجزيرة- الشارقة
استعرضت الجلسة الثالثة لمنتدى الاتصال الحكومي في يومه الثاني اثنتين من أهم التجارب التنموية في العالم الإسلامي، وهما التجربة التركية والتجربة الماليزية، حيث تم التركيز على الدور الذي لعبه الاتصال الحكومي في هاتين الدولتين للمساهمة في تحقيق مظاهر التطور والرقي وكيفية تعميم هذه التجارب في أماكن أخرى من العالم.
وشارك في الجلسة التي عقدت تحت عنوان «دور الإعلام الحكومي في التنمية.. التجربة التركية والماليزية»، ايلكير آيجي رئيس مستشاري رئيس الوزراء التركي لوكالة الاستثمار الأجنبي، ومعالي عبدالقادر شيخ وزير الاعلام الماليزي الأسبق، وأدار الجلسة عبدالعزيز المسلم مدير إدارة التراث والشؤون الثقافية بدائرة الثقافة والإعلام في الشارقة.
وقال آيجي في مداخلته، إن هناك حالة من التكامل بين الإعلام الحكومي والإعلام الخاص في تركيا خاصة أنه كان هناك دعوة مبكرة لتحرير وسائل الإعلام، حيث كان هناك تبادل للخبرات والتجارب واستخدام التكنولوجيا بالتعاون مع مؤسسات ووكالات إعلامية داخل وخارج تركيا، مشيراً إلى أن الحكومة التركية تنشط بشكل كبير في مجال الإعلام الحكومي نظراً لأنه يخدم أهدافها التنموية.
وأضاف أنه يوجد في تركيا حالياً أكثر من 40 محطة إذاعية بجميع اللغات وأكثر من 200 محطة تليفزيونية إلى جانب العديد من الحهات التي تقدم خدمات إعلامية متنوعة لمخاطبة الجمهور المستهدف في مناطق متفرقة من العالم، كما تم إطلاق محطة تليفزيونية باللغة العربية، ويتم حالياً الإعداد لإطلاق محطة باللغة الإنجليزية وذلك لنقل التراث والثقافة التركية إلى العالم. وأشار آيجي إلى أن المسلسلات والأفلام التركية لا تعكس بشكل كبير واقع الأوضاع في تركيا، مؤكداً في نفس الوقت أن هناك إنجازات كبيرة تم تحقيقها على مدار السنوات العشر الماضية مع بروز واضح للطبقة الوسطى، مشدداً على أن ما تحقق ليس بفضل ما يمتلكه رجب طيب أردوجان رئيس الوزراء من كاريزما وقدرة على القيادة بل بسبب تحفيزه لفريق عمل يعمل بشكل متناغم لتحقيق أهداف محددة في ظل حالة من التأييد والدعم الشعبي بعد حصول فريق الإدارة الحالي على ثقة الشعب بعد قيامهم بوضع كافة الخطط والأهدف التنموية أمام الشعب بشكل يتسم بالشفافية.
وأكد آيجي على ضرورة أن تكون الحكومة عادلة في كل إجراءتها تجاه فئات الشعب المختلفة وأن تحترك كافة الآراء في المجتمع وأن تسعى دائماً لتحقيق الاستقرار والسلام والرخاء، مشيراً إلى أن الاستمارات الخارجية في تركيا بلغت قبل عام 2002 نحو 50 مليون دولار، وبلغت خلال السنوات العشر الماضية 100 مليار دولار وهو ما يفسر بشكل كبير حالة الاستقرار الاقتصادي التي تنعم بها تركيا على الرغم من الأزمة العالمية والمعاملة العادلة لكافة الشركات سواء العالمية أو المحلية، مشدداً على أن دولة الإمارات تتمتع بقدرات وإمكانات مماثلة ويتمتع شعبها بمهارات وإمكانيات على مستوى اللغة والتخاطب والتطور، موجها النصح إلى الشعوب العربية بأنها يجب أن تستخدم إمكاناتها الخاصة وليس إمكانات الآخرين. وبدوره قال عبدالقادر شيخ إنه على الرغم من التعدد العرقي والثقافي والديني في ماليزيا إلا أنها نجحت في التحول إلى واحدة من الدول التي تتمتع بمستويات جيدة من التنمية والتطور وذلك نظراً لاقتناع الشعب الماليزي المتعدد الأعراق بأن القيادة والحكومة تعمل لمصلحته، كما أن القيادة تدرك أن ثروة الدولة هي لشعبها وأنهم سيعملون بشكل شفاف وعادل لاستخدام هذه الثروة لصالح الشعب.