أو هل سـيكون مستقبل المنطقــة أفضـل من دون النظام الأســدي، وعقب رحيلــــه المنتظر؟
الرد الأول هو الإيجاب، نعم ستكون المنطقة أفضل دون نظام بشار ورموزه، وهذا الرحيل لا يمكن توقع وقته بعد، إلا أنه أصبح في هاوية السقوط التي لا عودة منها، رغم استفتاء الدستور الجديد المزعوم عبر جثث القتلى ومعاناة المصابين والجرحى.
بالتأكيد سيكون الشام العربي في وضع أفضل مما كان عليه، وستعد النهاية الأسدية المنتظرة سوريا لمرحلة جديدة من المشاركة والحكم الديمقراطي الرشيد، وبناء مؤسسات الدولة والازدهار الاقتصادي.
وستكون مرحلة ما بعد الأسد خير للسوريين والمنطقة، ابتداء من الجيران لبنان مثلاً -، ولبنان يمكن أن يرسم تجربة مشهد جديرة بثقافته وتنوعه، وخارج حسابات قوة السلاح والتأثير الخارجي، وقد يعود إلى دوره الثقافي - الاقتصادي في الشرق الأوسط، بل والمنطقة العربية برمتها.
العراق هو الآخر سيكون أفضل، سيكون في حالة تصحيح صعبة لمساره السياسي، ومؤسساته الدستورية والديمقراطية لتكمل مسيرة ما بعد صدام حسين، ورفض استمرار ديكتاتور آخر، كان ملفتا تصريح مقتدى الصدر مؤخراً، الذي أشار وبشكل مباشر إلى رئيس الوزراء العراقي الراهن نوري المالكي كديكتاتور جديد، فيما الفساد ينهش ثروة العراق وأمنه.
ستكون المنطقة أفضل، حيث ستنكفي إيران في حدودها الجغرافية الطبيعية لتواجه مشاكلها الداخلية والخارجية العميقة، ويعود ذاك الربيع الأخضر الذي انطلق أولاً في إيران لحصد نتائجه التي بذر تضحياتها 2009م.
كل المؤشرات تقول إن المنطقة ستكون بلا شك أفضل حالاً بدون النظام القمعي الاسدى، إلا أن الوصول إلى رحيله، ومرحلة السقوط النهائية ستكون مكلفة جداً، أو هو ما يحدث الآن للشعب السوري في مواجهة العنف المتصاعد.
إلا أن ما نشاهده الآن رغم عنفه - مجرد بدايات أولى لوضع دموي سيزداد شراسة، مع كل مرة يفقد فيها النظام المزيد من النفوذ، أو يشعر بضعف سيطرته، في مقابل تصاعد العمليات المضادة من قبل الجيش السوري الحر، والمدنيين الذين سيستبدلون هواتفهم الجوالة وأصوات أهازيجهم بأسلحة للدفاع عن أرواحهم وأرواح النساء والأطفال.
لكن هل يوجد خيار آخر، غير المزيد من القتل، والمواجهات الساخنة؟
للأسف، إنها حالة حرب بين نظام وشعب، ولا يوجد توصيف آخر، وما لم يرحل أو يقبل بالحل الدبلوماسي الوحيد المتاح - وهو أمر يبدو مستبعد حتى الآن -، فإننا سنبقى نواجه حالة ترقب وسؤال يومية لكيفية النهاية مع تزايد أعاد القتلى من الطرفين، ونراقب إلى أى مدى ستتراجع وتنكمش سلطة النظام على الأراضي السورية، وإعلان مناطق محررة أو مطهرة من سلطة الأسد، في طريق إعلان زواله ونهاية مرحلة دموية، وبدء صفحة بناء جديدة للمنطقة بدون هذا النظام وامتدادته.