يقول العلماء في نتائج دراساتهم الحديثة أن (وفاة) و(تدهور صحة) من فقدوا أعمالهم أكثر (بخمسة أضعاف) من زملائهم الذين ما زالوا على رأس العمل..؟! والسبب الرئيس هو (نوبات قلبية مفاجئة) يا ساتر يعني (موت وخراب ديار)..!!.
الدراسات والأبحاث تعزو ذلك إلى عوامل (فسيولوجية) من فقدان الاستقرار النفسي والمالي والشعور بالقهر والحسرة.. (كان الله في عون المفصولين من أعمالهم)..!.
هذا لا يعني بالضرورة أن تشعر بالارتياح في حال كنت (موظفاً على رأس العمل) حالياً، فأنت أيضاً (مهدد بالموت المبكر) بسبب وظيفتك..؟!.
بدأت أشعر (بالغبطة) نحو العاطلين عن العمل، حيث يبدو أنهم (أكثر صحة) من غيرهم..!!.
لنتابع هذه الدراسات ونرى..؟!.
فقد أثبتت عدة دراسات أن الكثير من الأشخاص رغم حرصهم المستمر على (تحسين) غذائهم وممارسة الرياضة والابتعاد عن التدخين وغيره من أجل صحتهم، إلا أنهم يقعون ضحية (مسبب رئيس للوفاة) دون أن يعلموا، إنه التهرب أو الإفراط في العمل..؟!.
فالنتائج تحذر من قضائك لسنوات عمرك في وظيفة (مُملة) يكثر فيها (وقت الفراغ)، أو أن تحاول التهرب من أداء مهامك الوظيفية, فإنك بذلك تعرض صحتك للخطر والتدهور دون أن تعلم، والسبب عوامل (نفسية) داخلية وخارجية عدة، فالشعور بعدم الرضاء وتأنيب الضمير من التقصير في العمل، يساعدان في تدهور صحتك..!.
كما أن إخلاصك واجتهادك بالقيام بعملك على أكمل وجه يتسبب هو الآخر في إصابتك بأمراض القلب ومشاكل الدورة الدموية واضطرابات النوم في حال كان وجودك في بيئة عمل (غير صحية)، وكلها مُسببات تؤدي للموت المبكر والمفاجئ (لا سمح الله)..!.
إذاً ما لحل..؟! طالما أن من يفصل من عمله مهدد ؟! ومن يتهرب من أداء عمله مهدد ؟! ومن يعمل ويجتهد هو الآخر مهدد؟! تبدو هذه الدراسات محيرة بالفعل..؟!.
قلت لكم يبدو أن العاطل (ربحان)..!.
مُجمل هذه الدراسات الحديثة في حقيقة الأمر (مهمة جدا) وتكشف دلائل (غير معروفة سابقاً ) لتدهور الصحة العامة بسبب العمل، والحل هو في التفكير جدياً في بيئة العمل التي تقضي فيها (8 إلى 12 ساعة يومياً) فيجب أن تكون مُحفزة من الناحية الصحية والنفسية لتساعدك على البقاء في أمان من الأخطار المحدقة بسبب العمل وبيئته، وكذلك زملاؤك ومديرك في العمل هو الآخر له تأثير على صحتك ونفسيتك، فأحد الباحثين توصل لنتيجة مفادها (أن شعورك أثناء العمل له تأثير في صحتك بشكل مباشر وبطيء، وهو عامل أكثر أهمية من تأثير النظام الغذائي الذي تتبعه)..!.
إن من حقك توفير مناخ جيد (صحياً) إذا ما كنت تُمارس عملك في أجواء مغلقة مليئة بالأحبار والأوراق، أو في حال كان عملك يتطلب استقبال (جمهور غفير) من المراجعين يومياً مما يوجب بذل جهد عند الإجابة عن أسئلتهم وتلبية احتياجاتهم،أو كنت ممن يصعدون وينزلون مستخدمين الدرج لإنهاء واجبات الوظيفة، وهو ما يستدعي التجديد في طريقة ممارسة المهام اليومية وعدم الركون (لأسلوب واحد) طوال عمرك الوظيفي..!.
إحدى الشركات البريطانية عملت (بنصيحة تحفيز) توصلت إليها دراسة سابقة، مفادها أن جعل الموظفين (يقيمون المسئولين) عنهم بشكل دوري، له انعكاس على صحة وسعادة (الموظف)، وهو ما لمسته من انخفاض (التوتر) والحالة (الصحية والبدنية) وانعدام طلب (الإجازات المرضية) للموظفين الذين قاموا بالتقييم.
الأمر يحتاج للتفكير بشكل جدي حتى لا تدفع صحتك ثمناً لراتب آخر الشهر..!.
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.net