تثبت المملكة العربية السعودية - يوماً بعد آخر - أنها الدولة الإسلامية الأنموذج في هذا الزمان، حيث اتخذت من كتاب الله دستوراً ونبراساً هادياً وحكماً فصلاً، وصارت عنايتها بالقرآن الكريم تاجاً ساطعاً لا يخفى نوره على أحد.
ولقد تم التأكيد على ذلك بمناسبة صدور نظام الحكم في عام 1412هـ حينما أعلن خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله - قائلاً: «إن دستورنا في المملكة العربية السعودية هو كتاب الله الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى، وما اختلفنا فيه من شيء رددناه إليهما، وهما حاكمان على كل ما تصدره الدولة من أنظمة «.
هذه الكلمات الخالدة تُسطر بماء من ذهب؛ لأنها تختصر، وتُعبر عن مكانة القرآن الكريم في كيان هذا البلد المبارك الذي أُسس على التقوى منذ عهد الإمام محمد بن سعود - رحمه الله - وأكد على ثوابتها الملك عبدالعزيز - رحمه الله - وأبناؤه البررة من بعده، ونحن اليوم في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز متمسكون بهذه الثوابت والسير على منهاج الشرع القويم، وهو أمر غير متكلف أو متصنع، إنما هو أساس فطرتنا وليس طارئاً علينا، وإنما هو استمرارية لا انقطاع فيها إلى ما شاء الله، وقد أكد ذلك خادم الحرمين الملك عبدالله - أيده الله - في مناسبات عديدة على الاهتمام والتواصل والعناية بكتاب الله، ولا أدل على ذلك من اللفتة الأبوية الكريمة التي أعلن فيها الملك عبدالله أمره الكريم بتخصيص مبلغ (200) مليون ريال لجمعيات تحفيظ القرآن الكريم، وهو عطاء متواصل تقديراً منه لمكانة وأهمية العمل الجليل الذي تقوم به جمعيات تحفيظ القرآن الكريم.
alomari1420@yahoo.com