موقف بألف كلمة، هكذا ثمَّن السوريون الشعب، ومعهم كل العرب والمسلمين ما قام به سمو وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل في مؤتمر أصدقاء سورية المنعقد في تونس.
كلمات الأمير سعود الفيصل التي ترجمت ما يريده الشعب السوري امتداد لمواقف المملكة العربية السعودية، والتي أكدها قبل ذلك خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في حديثه الهاتفي مع رئيس الاتحاد الروسي لمعالجة الوضع في سورية الذي أوجده نظام بشار الأسد.
ومثلما أكد الملك عبد الله بن عبد العزيز، وفي مناسبات عديدة، أن المملكة لا تساوم فيما يتعرض له الشعب السوري من نظام تخلى عن مسؤوليته الأخلاقية والأدبية، وأصبح سلطة احتلال، يقمع من خلال أجهزته القمعية، ويمارس القتل اليومي بحق شعب أعزل يطالب بحقوقه الشرعية عبر تظاهرات سلمية واجهها نظام بشار الأسد بالدبابات وراجمات الصواريخ، أوضح سمو وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل في مؤتمر أصدقاء سورية، بأن هذا النظام (نظام بشار الأسد) فقد شرعيته، وبات أشبه بسلطة احتلال، ولم يعد بإمكانه التذرع بالسيادة والقانون الدولي لمنع المجتمع الدولي من حماية شعبه الذي يتعرض لمذابح يومية يندى لها الجبين. لم يعد هناك من سبيل للخروج من الأزمة إلا بانتقال السلطة إما طوعاً أو كرهاً. وهذا ما كان يجب أن يعمل له مؤتمر أصدقاء سورية.
صحيح أن العمل على رفع المعاناة عن المحاصرين من الشعب السوري في حمص وإدلب والمدن والأحياء المحاصرة عمل إنساني، إلا أن الأجدى أن تعمل القوى الدولية على وقف القتل والجرائم التي يرتكبها نظام بشار الأسد، وإسكات صوت السلاح الذي يرهب به النظام الشعب السوري الذي يطالب بحريته وكرامته الإنسانية والعيش الكريم.
وأمام تعنت نظام بشار الأسد والتدخل العسكري من قبل حلفائه الإيرانيين والروس والمليشيات الطائفية القادمة من لبنان والعراق، أصبح لزاماً مساعدة المعارضة السورية ومدِّها بالسلاح لمواجهة الأشرار وكتائب الإجرام القادمة من إيران ولبنان والعراق، لأنه ومهما نجح المجتمع الدولي في إغاثة المحاصرين ومساعدتهم بالأغذية دون أن يوقف الذبح وتمكين الشعب السوري المحاصر من الدفاع عن نفسه، يكون المجتمع الدولي كمن يسمِّن الضحية لإشباع نهم السفاح وسعيه الدائم للدماء.