يتهرب بعض (المُتحدثين الرسميين) للجهات الحكومية والخاصة من مواجهة أسئلة واستفسارات الصحفيين والإعلاميين، والإجابة الفورية عليها، متعذرين بانشغالهم أو حاجتهم الرجوع لجهات (الاختصاص لديهم) لمزيد من المعلومات والإيضاح..!.
وهذا حق مشروع بالـتأكيد للبحث عن (المعلومة) الصحيحة والمفيدة التي تعكس وجهة نظر (المُنظمة) التي يعملون فيها، إذا ما تم ذلك بشكل (احترافي) سريع وسلس، يراعي أهمية سرعة الحصول على المعلومة أو التعليق المطلوب، ولم يكن حجة للتهرب من الإجابة.
لكن في حقيقة الأمر أن العاملين في حقل الإعلام عادة ما يواجهون (مُعضلة) سرعة تفاعل ومشاركة (المُتحدث المُعين) من قبل الشركة أو الجهة في القضايا التي تخصهم..؟!.
غياب فهم الدور (الإيجابي) لوجود (المُتحدث) أصلاً، والواجب عليه القيام به، أو تهربه من المُشاركة الإعلامية، تجبر العديد من (وسائل الإعلام) للبحث عن (مُتحدث) بديل وجاهز من بعض المشاركين أو المتابعين للموضوع المطروح والمهتمين به من (مُحللين) و(كتاب) وغالباً ما يجتهد (هؤلاء) في التعليق على القضايا المطروحة من (وجهة نظرهم) وفهمهم للأمور والتعبير بما يرونه والذي قد يكون (ناقصاً) أو (مُتجنياً) على دور وجهود الجهة التي (خصصت) من يقوم بدور الإيضاح بكل شفافية لما تقدم من خدمات..!.
في الأسبوع الماضي دخت (سبع دوخات) من أجل إقناع أحد المتحدثين للمشاركة أو التعليق حول دور (وزارته) تجاه أحد المواضيع دون فائدة، فهو يتعذر بانشغاله بمهام موكلة إليه تارة، ومحاولته إقناع أحد المعنيين في الوزارة بالحديث والتصريح تارة أخرى..؟!.
ولأن الوقت مهم وبمثابة (فرس الرهان) في العملية الإعلامية، والتجاوب كان (ضعيفــاً) وغير مشـــجع من الـــوزارة ومتحدثهــــا اضطــــررت للاتصـــــال (بالوزيــــر مباشرة) لطلب المساعدة، والذي كان الوصول إليه أسهل بكثير من متابعة (المُتحدث) والشخص المعني الذي يقترحه للحديث والمشاركة للأسف الشديد..!!.
فكان تجاوب الوزير (سريعاً)، ومرحباً بإيضاح وجهة نظرهم بكل (شفافية) حيال القضية المطروحة للمشاهدين، وهو ما تم بالفعل في نهاية المطاف.
معظم الوزارات والمصالح الحكومية والخاصة لدينا خصصت مشكورة (مُتحدثين رسميين) للتواصل مع رجال الإعلام والصحافة، بغرض الإجابة على ما يطرحونه من أسئلة واستفسارات تهم أداء ومتابعة خدمات وجهود كل جهة.
ولكن السؤال المطروح: هل يشعر كل مُتحدث بأهمية تفاعله وتعاطيه السريع مع (القضايا المطروحة) عبر الإعلام والتي تخص (وزارته) وبشكل سريع؟!.
أم إننا بحاجة إلى إعادة (تأهيل) هؤلاء المتحدثين أولاً، للتفاعل (كمُتحدثين محترفين)? (كموظفين حكوميين)..؟!.
حتى نجد أنفسنا في الواقع أمام (متحدثين صامتين) يبحثون عن من يتحدث بالنيابة عنهم، وهو ما قد يشغل رؤساءهم بمطاردة الصحفيين الباحثين عن إجابة..!!.
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.net