في حضور دولي كثيف حضرت 70 دولة لتونس للبحث في الأزمة السورية، والحرب التي يقودها نظام بشار ضد الشعب السوري، المؤتمر انطلق للبحث في كيفية حل الأزمة السورية (سلمياً)، ليركز على المساعدات الإنسانية!.
وبين ما طرح ما دعا إليه الرئيس التونسي لحل الأزمة بنفس الطريقة اليمنية إلا أن هناك فارقا كبيرا جداً بين حال الثورة اليمنية والثورة السورية وظروفهما، وفي المحصلة هناك حرب حقيقية يقودها نظام بشار الأسد ضد شعبه، حرب دامية ورهيبة، لا ترحم.
فكرة رفض التدخل الدولي أو الحل العسكري، تأتي للحد من معاناة الشعب السوري، لكن إيقاف آلة القتل اليومية التي تتصاعد أرقام الأرواح التي تحصدها يومياً بشكل كبير تظهر أن مؤتمر ودعوات عامة لا يمكن أن تجعل نظاما أثبت بشكل مطلق كذبه وعنفه، أن يوقف آلة القتل ويغادر، أعتقد أن في ذلك نوعا من التفاؤل البسيط والمبالغ فيه. وهو ما يفسر الانسحاب السعودي من المؤتمر لعدم فاعليته، وتأكيد وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل بأن الحل هو رحيل بشار طوعاً أو كرهاً.
العالم أمام نظام يرفض حتى فكرة المساعدات الإنسانية التي تحولت كل أجندة المؤتمر إليها، ويرفض الاعتراف بحقائق ما يحدث على الأرض، وهو لن يفكر بالرحيل مهما كان حجم الحصانة الدولية التي قد تمنح للنظام ورموزه.
من الواضح أن الدعم الروسي - الصيني، أرسل ويرسل رسائل خاطئة للنظام، كما قال وزير الخارجية القطري، وهو ما يفسر التصاعد الرهيب في أعداد القتلى ومشاهد العنف التي يمارسها النظام.
أيضاً الرعاية الإيرانية الكاملة لهذا النظام لن تسمح بأي محاولات من داخل النظام نفسه للتراجع أو الاستجابة لفكرة الرحيل، والتي ليست أصلاً ضمن أجندته.
لذا الخيارات السلمية المتاحة لحل الأزمة السورية تبدو غير واقعية مع نظام يقتل ويحاصر مدنا وقرى، ويقذف منازل بالصواريخ، وهو لن يتراجع دون مواجهة حقيقية ودون وجود خسائر فعلية ضاربة لمراكز قواه.
إن لحماية المدنيين أولوية، لكنه أمر لا يمكن تحقيقه دون قوة عسكرية على الأرض، لأن حماية المدنيين تعني ردع آلة القتل العسكرية للنظام. والبدء بإجراءات فعلية ضد من ارتكب جرائم في حق الإنسان والمواطن السوري.
يبدو الخيار الوحيد المتاح متمثلاً في الجيش السوري الحرلحماية المدنيين، وحماية أمثل للمناطق التي يتم تطهيرها من جيش القتل السوري، وردع آلة القتل الرهيبة التي يتبناها النظام كخيار استراتيجي ووحيد في مواجهة ثورة الشعب السوري نحو حقوقه وحريته.
وإن كان لأصدقاء سوريا ما يفعلونه، فهو الدعم المطلق والكامل للجيش السوري الحر، والمقاومة المسلحة، وفتح ممرات آمنة للمساعدات الإنسانية، وحظر الطيران.