منذ أن بزغ نجم الإسلام وأفل نجم الجاهلية وعبادة الأصنام والشرك بالله فقد شق الإسلام طريقه متحديا المذاهب والأفكار التي حاولت إلحاق الهزيمة به. وإن المتتبع لمراحل الإسلام وكشف السر وفضح الخصوم نجد أن أدوات هؤلاء فشلت ولم تستطع رماية الدين في مقتل، وقد انصب جهده في تأصيل التعليمات والهدى الذي جاء به القرآن الكريم؛ فالتشريع الإسلامي شمل كافة مناحي الحياة ورسم الخطوط التي ينبغي اتباعها في الحياة فالعبادة هي الرمز المهم الذي أتى به القرآن الكريم {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} فالعبادة مسألة أساسية في حياة المسلمين منذ بزوع الإسلام إلى يومنا هذا.
لقد حاول دعاة التغريب بشتى الجهود النيل من الإسلام؛ فعلى سبيل المثال (نهاية التاريخ) لفوكوياما وصدام الحضارات لـ(هنتجتون) اللذين صورا الإسلام مع ما يتفق مع آرائهم التي لا تخدم الإسلام ورغم إن صراع التيارات بدلا من اكتشافها هو شأن ضار بصحة المجتمع، فإذا كان هذا بمنزلة الهجوم الكاسح والخطر على مقدرات الدين الإسلامي فإنه بلا شك سيؤدي إلى الارتداد نحو التشبث بالدين والثقافة فيحول دون ذوبان الهوية الدينية إلا أن معركة (الارتداد) هذه خاسرة، ما لم تتحول إلى مقاومة إيجابية تتسلح بأدوات العدو نفسه على أساس علمي؛ لأن أساليب المواجهة الأخرى ستؤدي إلى الفشل.
هناك من يساوره الشك والخوف بأن «فكر التغريب» في مجمله ترسيخ للمخطط الصليبي الذي يعمل بإحكام للقضاء على الوجود الإسلامي بأي وسيلة، فمن الثقافة والفكر إلى السعي لازدهار الاقتصاد الذي يعمل بمثابة الهجوم الكاسح والخطر على مقدرات الإسلام في الماضي والحاضر.
إن الحلم الذي يراود الدول العظمى هو السعي للحيلولة دون تقدم الدول الإسلامية التي تسعى لتطويع ناصية التكنولوجيا وامتلاك مقدرات الإقلاع الحضاري في المستقبل القريب إن شاء الله حيث إن الدول الإسلامية والعربية تمتلك أدوات الازدهار والتقدم الاقتصادي وكافة عناصر التقدم والرد على العداء الذي تضمره الدول العظمى.
فالموقع الاستراتيجي والممرات البحرية في الخليج العربي وموانئ البحر الأحمر تفتح شهية الدول العظمى وتضعها في أولى قائمة أطماعها ولكن الإسلام والمسلمين قادرون على مقاومة الطامعين.
الرياض