|
الجزيرة - حواس العايد
عزا اقتصاديان الارتفاعات التي يشهدها سوق الأسهم إلى قوة الاقتصاد السعودي، وتحسن المؤشرات الاقتصادية عالميًا، وتحديدًا في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية.
وقال عضو جميعة الاقتصاد السعودية محمد العمران لـ»الجزيرة»: إن الارتفاعات الحالية تعود لاستمرار المضاربات القوية، التي لا يزال يشهدها السوق السعودية منذ شهر رمضان الماضي، إضافة إلى حالة التفاؤل التي تسود القطاعات الاقتصادية المختلفة، وكذلك تقلص القنوات الاستثمارية مع انخفاض العائد على أدوات الدخل الثابت والتخوف من تصحيح عقاري، الأمر الذي ساهم «وفقًا للعمران» في بروز سوق الأسهم كقناة وحيدة للاستثمار وتوجيه السيولة لها.
وعن توقعاته المستقبلية لسوق الأسهم قال: بعد اختراق القمة السابقة، عند 6.939 نقطة التي تشكلت منذ نحو عامين، أعتقد أن المؤشر سيسعى جاهدًا للبقاء فوق مستوى 7.000 نقطة، وستكون هذه النقطة منطقة مناورات عنيفة خلال الأسبوع الحالي، ولا أعتقد أنه سيصمد فوق هذا المستوى حتَّى نهاية الأسبوع، وتابع العمران: أتوقع أن تستمر وتيرة المضاربات، وتركزها في أسهم الشركات الصغيرة في قطاعات التأمين والزراعة مع إرتفاع أكبر في قيم التداولات اليومية.
وأضاف: المؤشر الآن أمام سيناريوهين حتَّى نهاية 2014م، والله أعلم إما الارتفاع فوق 10.000 نقطة، وربما 12.000، بدعم من القطاعات القيادية وإما العودة لاختبار القاع السابق 4.068 نقطة، واستبعد العمران مسألة التحرك التحرك أفقيًا أو الارتفاع المتوازن» هي غير مطروحة على الإطلاق»، وبغض النظر عن الاتجاه المتوقع للمؤشر خلال العامين المقبلين» فلا أعتقد أن ترتفع قيم التداولات اليومية إلى مستوى أعلى مما هي عليه الآن.
من جانبه قال المحلل الاقتصادي المعروف محمد العنقري: هناك إقبال واضح من المستثمرين على السوق المالي بعد سنوات من الابتعاد، حيث أصبح يشكل عامل جذب للأموال لأنَّ فيه قيمة مضافة وفرصة بديلة، نتيجة انخفاض مكررات الربحية، والعائد الاستثماري الجيد، ولكثير من العوامل ارتفع حجم السيولة المتداولة بالسوق، وبالتالي تجاوز الأخير مستويات لم يزرها من عدة سنوات.
وعن السيولة التي بدأت تعود لسوق الأسهم قال العنقري: يعود ذلك إلى توفر الفرص البديلة بالسوق المالي وكون القطاع العقاري الذي استحوذ على السيولة لسنوات أصبح متضخمًا، وهناك ترقب لتصحيح بأسعار العقار، وهذا الأمر أدى لتحول سيولة المضاربين للسوق المالي.
وتوقع العنقري أن يكون هناك تقلب وتذبذب مقبول بالتعاملات، وخصوصًا أن السوق لا بد وأن يختبر قوته فوق مستوى 7000 نقطة، لكي يطمئن المتعاملون وتزداد شهية المخاطرة لديهم.
واختتم العنقري حديثة قائلاً: بأن سوق الأسهم السعودي بشكل عامًا ممتازًا فكل المقومات الاستثمارية موجودة وسيمر السوق بعمليات تصحيح، وجني أرباح بين فترة وأخرى، وهذا سيعزز من قوة وجاذبية السوق، لكي يبقى عند مستويات جذابة، ويبقى لتحسن نتائج الشركات دور بارز في جذب المزيد من الاستثمارات، كما أن طرح المزيد من الشركات والمنتجات الاستثمارية سيكون له دور بإيجابية مستقبل السوق.