يقول بلزاك: الرجال من صنعتهم أمهاتهم!
وأقول مضيفاً: أعظم كتاب قرأته (أمي)، فرغم مرور أحد عشر عاماً على رحيل هذه المرأة العظيمة -والدتي- إلا أنها ما زالت تسكن فؤادي، وتمتلك جوارحي، وتتغلغل في خلجات نفسي، حتى في أدق تصرفاتي. هذه الراحلة العظيمة تعلمت منها دروس العصامية، ورشفت منها الإيثار، والصبر، وعدم الالتفات إلى الخلف، بل النظر دوماً للأمام.
كذلك تعلمت من والدتي الحرص على مصاحبة الأخيار وتجنب صداقة ورفقة «الحاسدين الأشرار» فكل صداقة ترجى مودتها، إلا مودة من كان حاسدا! ثم تعلمت منها قيمة حياتية ثمينة، هي «أن يثق بك الناس.. خير من أن يحبوك» وهكذا وجدت نفسي أتوخى هذه الصفة بسعي حثيث، جاعلاً منها جزءا من تعاملاتي، وأغلبها ولله الحمد والمنة ثقة ومحبة وود وإخاء.
رحم الله والدتي، وجعلها من سكان الفردوس الأعلى وكل أموات المسلمين.
هذه المقدمة لتلك الكلمات (الخاصة) جزء من مشاعر (عامة) فمن منا لم يأخذ القيم والعطاء والإيثار وكل خصال الطيب من أمهات الرجال في هذا الوطن؟ ومن منا لا يسعى لأن تكون بناته وشقيقاته «صورة من أمهاتنا.. بذلاً.. وحضوراً.. وعطاء لأجل الوطن وأبنائه وبناته في كل جيل؟!
و الليلة ياهي ليلة وكأس أخو نورة تطل علينا
وهني من سطع نوره واعتلى منصات الذهب
مروراً بصعود المقصورة
قبل أشهر نقلت الزميلة في التخصص (مجلة السباق) اقتراحاً لبعض من أهل الخيل بتخصيص كأس باسم الأميرة نورة بنت عبدالرحمن عليها شآبيب الرحمة والغفران.. تلك المرأة العظيمة التي كان يفاخر بها أبو تركي وبعزوته المعروفة (وانا خو نورة).. ولتكون الكأس للمهرات الجميلات بعمر الثلاث سنوات أسوة بالمهور من نفس العمر التي ستنافس الليلة على كأس الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه.
ورغم مرور ذلك المقترح بشكل عابر، إلا أننا ننتهز السانحة اليوم ونعيده لقناعتنا أنه سيكون انتصارا جديدا للمرأة.. ومناصرة لدورها، وهل هناك أجمل وأمثل من شخصية أخت الرجال نورة بنت عبدالرحمن، والتي تقف أكبر جامعة في العالم على المطار كواجهة حضارية حاملة اسمها في بلد صنعه الرجال وشقيقاتهم عزاً وحضارة ورقياً وشموخاً.
إن استحداث هذه البطولة وتحت هذا المسمى ولفئة الأفراس ذات الثلاث سنوات يخفف من شوط كأس المؤسس في كثافة الأعداد، كما أنها ستمهد طريقاً نراه بات قريباً فمتى ما تم فتح المجال للفارسة السعودية في سباقات السرعة مثلها مثل فارساتنا السعوديات في (فريق المملكة) لسباقات التحمل اللتين وجدتا الدعم والمؤازرة من مؤسس هذا الفريق الأمير الرياضي الوليد بن طلال واستطعن تحقيق 7 بطولات دولية انتزعت من الإمارات والبحرين والأردن تحت دبرة مدربهن الشامل نجيب البرجس الذي كانت بداياته ولا تزال من خلال سباقات السرعة.
وتقف بطولة الشيخة فاطمة بنت منصور بن زايد كعلامة بارزة في المنطقة في مسماها وتخصصها للفارسات وهي التي يرعاها ويدعمها بغير حدود الشيخ والفارس منصور بن زايد حتى باتت في كل عام ملتقى وكرنفالا تنافسيا شريفا لفارسات الخليج والعرب.
وهناك فارسات خليجيات تألقن وأبدعن في سباقات السرعة وتحديداً الفارسة العمانية سليمة الطالعي المحترفة في مضامير الإمارات ومتى تحقق هذا الاقتراح على أرض الميدان حينها يكون «مثلث الأضلاع الفروسي بتاء التأنيث قد اكتمل: كأس الأميرة نورة + الفارسة + الفرس».
إنه اقتراح يسنده واقع الفروسية المشرف بالمملكة ويدعمه ما تحصده المرأة من حقوق ثابتة جديرة بها، في ظل وجود الدعم والمؤازرة من قائد الأمة الفارس النبيل والحاكم العادل عبدالله بن عبدالعزيز أدام الله عزه.رأيكم دامت أغلى أمسياتكم.
المسار الأخير:
أن جيت أجي واترك حضوري لا جيت أروح
لاجل سمعتي تنوب في فترة افراقي
وللأمجاد بعيون المطنخ تزم صروح
وعلى سلم الامجاد كم يتعب الراقي
almedan8@gmail.com