لقد أبان عن جهلك مقالك الأول ثم جاء الثاني فأبان عن طيش فوق الجهل وإني لأتعجب فكأنك ترد لأجل الرد تكتب لأجل الكتابة وتسويد الصفحات لتذر الرماد في العيون ولتقول للناس ها قد رددت وحسب ولأن الرد يعني بقية صواب، ولطول التعليق عليك أكتفي بتلك المقدمة وأدخل للرد على مأساة قولك وأعلق على المواضيع البارزة فيه.
وقلت في مقال لك بعنوان (وقفات مع غلاة الحلقات): «لم يسبقنا أحد منهم - يعني الصحابة- كما شهد بذلك تاريخهم وسيرهم إلى حلقات تفريخ حفاظ بل أثبت التاريخ قلة عدد الحفاظ في تلكم العصور المفضلة».
لقد ورد عن الصحابة كثير، قال أبو رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيُّ: «كَانَ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ يَطُوفُ عَلَيْنَا فِي هَذَا الْمَسْجِدِ مَسْجِدِ الْبَصْرَةِ يَعقدُ حِلقًا فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ بَيْنَ بُرْدَيْنِ أَبْيَضَيْنِ يُقْرِئُنِي الْقُرْآنَ». ومرة جمَعَ أبو موسى الَّذِينَ أتقنوا الْقُرْآنَ فَإِذَا هُمْ قَرِيبٌ مِنْ ثَلَاثِمِائَةٍ، فَعَظَّمَ الْقُرْآنَ في نفوسهم ووعظهم، وهؤلاء الثلاثمائة هم ممن أتقنوا القرآن. وقَالَ ابْنُ شَوْذَبٍ: «كَانَ أَبُو مُوْسَى إِذَا صَلَّى الصُّبْحَ اسْتَقْبَلَ الصُّفُوْفَ رَجُلاً رَجُلاً يُقْرِئُهُمْ. وقال أَنَسٍ رضي الله عنه: «بَعَثَنِي الأَشْعَرِيُّ إِلَى عُمَرَ، فَقَالَ لِي: كَيْفَ تَرَكْتَ الأَشْعَرِيَّ؟ قُلْتُ: تَرَكْتُهُ يُعَلِّمُ النَّاسَ القُرْآنَ». وقال مسلم بن مِشْكَم: «قال لي أبو الدرداء: اعدد من يقرأ عندي القرآن، فعددتهم ألفاً وستمائة ونيفاً، وكان لكل عشرة منهم مقرئ، وكان أبو الدرداء يطوف عليهم قائماً يستفتونه في حروف القرآن، فإذا أحكم الرجل منهم تحول إلى أبي الدرداء». وقال سويد بن عبد العزيز: «كان أبو الدرداء إذا صلى الغداة في جامع دمشق اجتمع الناس للقراءة عليه، فكان يجعلهم عشرة عشرة، ويجعل على كل عشرة منهم عريفاً، ويقف هو قائماً في المحراب يرمقهم ببصره، وبعضهم يقرأ على بعض، فإذا غلط أحدهم رجع إلى عريفهم، فإذا غلط عريفهم رجع إلى أبي الدرداء، فسأله عن ذلك» ونقل الحافظ ابن عساكر أن أبا الدرداء هُوَ الَّذِي سَنَّ هَذِهِ الحِلَقَ لِلقِرَاءةِ. واستمر في إقراء الناس أكثر من عشرين سنة.
وأقول لك ربما صنفت أبا الدرداء على الحلقات.
وقلت في نفس المقال عن دعم ولاة الأمر للحلقات: «لما تتضمنه الكثير منها من برامج وأنشطة مشبوهة».
فأين تلك البرامج المشبوهة! ثم ما هي المشبوهات أكيد ليس فيها التصنيف وخلوها من تصنيف الناس لأنه يعتبر عندك مشبوها.
وذكرت في مقالة أخرى بعنوان «رفض الذهاب بطلاب الحلقات إلى الاستراحات والرحلات. «قلت عن العلمانية: «أنني لا أعترف بهذا اللقب - يعني العلمانية - ولا بوجود هذا الصنف في مجتمعنا الطيب ولو وجد فهم قلة فهم لا يمثلون ظاهرة».
وهذه مكابرة، ولذلك لم نستغرب مدافعتك واستماتتك في الدفاع عن محمد آل الشيخ وبصمك لما يقول بالعشرة. ولكن لدي سؤال لك لماذا كثير من تيارك يدافع عن العلمانيين وبعضهم يصبح متحبشاً بعد ذلك ما هي العلاقة بين العلمانية والأحباش وتيارك؟؟! وأجيبك: لأن الغلو لا يأتي إلا بالغلو.
وقلت في مقالك هذا: «والمنصف المحق لا يفرح بمثل هذا الرد المجحف ويتندر به في كل مجلس وقد سمعتك بأذني في بعض المجالس تشيد وتردد عبارة ردودك».
المسلم يفرح بالطاعة وتسوؤه المعصية والإنسان لما يوفق في طاعة وكشف الظلم يفرح ويكون الثناء من عاجل بشرى المؤمن ولما يقمع أهل الباطل والتلبيس بكشف تلبيسهم يفرح بذلك، والمسلم لما يعان على الرد على المزورين الذين جعلوا الناس أحزاباً وشيعاً وشككوا في النيات وطعنوا في النوايا يفرح بذلك، بل ويتوسل بعمله الصالح لربه! فلما أرد ما أراه باطلاً وأبيّن عوار الباطل لم لا أفرح والمؤمن تسره حسنته وتسوؤه معصيته. وكما في حديث النواس بن سمعان قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البر والإثم فقال ما حاك في نفسك فدعه، قال فما الإيمان قال من ساءته سيئته وسرته حسنته فهو مؤمن.
أما الكلام عن سيد قطب فلا أقول شيئا من قبلي مطلقا، بل أسوق لك كلام العلماء الكبار من اللجنة الدائمة أو هيئة كبار العلماء وغيرهم من مشايخنا لا لتعلم به لأني أعرفك، بل ليعلم الناس من تتبعون:
أولاً: الشيخ بكر أبو زيد: قال في الخطاب الذهبي «نظرت في أول صفحة من فهرس الموضوعات فوجدتها عناوين قد جمعت في سيد قطب رحمه الله، أصول الكفر والإلحاد والزندقة، القول بوحدة الوجود، القول بخلق القرآن، يجوز لغير الله أن يشرع، غلوه في تعظيم صفات الله تعالى، لا يقبل الأحاديث المتواترة، يشكك في أمور العقيدة التي يجب الجزم بها، يكفّر المجتمعات... إلى آخر تلك العناوين التي تقشعر منها جلود المؤمنين.. وأسفت على أحوال علماء المسلمين في الأقطار الذين لم ينبهوا على هذه الموبقات وكيف الجمع بين هذا وبين انتشار كتبه في الآفاق انتشار الشمس، وعامتهم يستفيدون منها، حتى أنت في بعض ما كتبت، عند هذا أخذت بالمطابقة بين العنوان والموضوع، فوجدت الخبر يكذبه الخبر، ونهايتها بالجملة عناوين استفزازية تجذب القارئ العادي، إلى الوقيعة في سيد رحمه الله، وإني أكره لي ولكم ولكل مسلم مواطن الإثم والجناح، وإن من الغبن الفاحش إهداء الإنسان حسناته إلى من يعتقد بغضه وعداوته».
وقال: «لقد اقشعر جلدي حينما قرأت في فهرس هذا الكتاب قولكم (سيد قطب يجوز لغير الله أن يشرع)، فهرعت إليها قبل كل شيء فرأيت الكلام بمجموعه نقلاً واحدًا لسطور عديدة من كتابه العدالة الاجتماعية) وكلامه لا يفيد هذا العنوان الاستفزازي، ولنفرض أن فيه عبارة موهمة أو مطلقة، فكيف نحولها إلى مؤاخذة مكفرة، تنسف ما بنى عليه سيد -رحمه الله - حياته ووظف له قلمه من الدعوة إلى توحيد الله تعالى (في الحكم والتشريع) ورفض سن القوانين الوضعية والوقوف في وجوه الفعلة لذلك، إن الله يحب العدل والإنصاف في كل شيء».
وقال: «لهذا فنحن نقول غفر الله لسيد كلامه المتشابه الذي جنح فيه بأسلوب وسع فيه العبارة.. وإني مشفق عليكم».
وقال: «قد وضعت تحت هذه العناوين (مخالفته في تفسير لا إله إلا الله للعلماء وأهل اللغة وعدم وضوح الربوبية والألوهية عند سيد). أقول أيها المحب الحبيب، لقد نسفت بلا تثبت جميع ما قرره سيد رحمه الله تعالى من معالم التوحيد ومقتضياته، ولوازمه التي تحتل السمة البارزة في حياته الطويلة فجميع ما ذكرته يلغيه كلمة واحدة، وهي أن توحيد الله في الحكم والتشريع من مقتضيات كلمة التوحيد، وسيد - رحمه الله تعالى - ركز على هذا كثيرًا لما رأى من هذه الجرأة الفاجرة على إلغاء تحكيم شرع الله من القضاء وغيره وحلال القوانين الوضعية بدلاً عنها ولا شك أن هذه جرأة عظيمة ما عاهدتها الأمة الإسلامية في مشوارها الطويل قبل عام (1342هـ).
ثم قال له عن نفسه في الكلام: «إنه بنفس متوترة وتهيج مستمر، ووثبة تضغط على النص حتى يتولد منه الأخطاء الكبار، وتجعل محل الاحتمال ومشتبه الكلام محل قطع لا يقبل الجدال هذا نكث لمنهج النقد الحيدة العلمية».
وقال عن كتابه «هذا الكتاب ينشط الحزبية الجديدة التي أنشئت في نفوس الشبيبة جنوح الفكر بالتحريم تارة، والنقض تارة وأن هذا بدعة وذاك مبتدع، وهذا ضلال وذاك ضال، ولا بينة كافية للإثبات، وولدت غرور التدين والاستعلاء حتى كأنما الواحد عند فعلته هذه يلقي حملاً عن ظهره قد استراح من عناء حمله، وأنه يأخذ بحجز الأمة عن الهاوية، وأنه في اعتبار الآخرين قد حلق في الورع والغيرة على حرمات الشرع المطهر، وهذا من غير تحقيق هو في الحقيقة هدم، وإن اعتبر بناء عالي الشرفات، فهو إلى التساقط، ثم التبرد في أدراج الرياح العاتية».
وقال عن كتب سيد قطب: «فوجدت في كتبه خيرًا كثيرًا وإيمانًا مشرفًا وحقًا أبلج، وتشريحًا فاضحًا لمخططات العداء للإسلام، على عثرات في سياقاته واسترسال بعبرات ليته لم يفه بها، وكثير منها ينقضها قوله الحق في مكان آخر والكمال عزيز، والرجل كان أديبًا نقادة، ثم اتجه إلى خدمة الإسلام من خلال القرآن العظيم والسنة المشرفة، والسيرة النبوية العطرة، فكان ما كان من مواقف في قضايا عصره، وأصر على موقفه في سبيل الله تعالى، وكشف عن سالفته، وطلب منه أن يسطر بقلمه كلمات اعتذار وقال كلمته الإيمانية المشهورة، إن أصبعًا أرفعه للشهادة لن أكتب به كلمة تضارها أو كلمة نحو ذلك، فالواجب على الجميع الدعاء له بالمغفرة والاستفادة من علمه، وبيان ما تحققنا خطأه فيه، وأن خطأه لا يوجب حرماننا من علمه ولا هجر كتبه.. اعتبر رعاك الله حاله بحال أسلاف مضوا أمثال أبي إسماعيل الهروي والجيلاني كيف دافع عنهما شيخ الإسلام ابن تيمية مع ما لديهما من الطوام لأن الأصل في مسلكهما نصرة الإسلام والسنة، وانظر منازل السائرين للهروي رحمه الله تعالى، ترى عجائب لا يمكن قبولها ومع ذلك فابن القيم رحمه الله يعتذر عنه أشد الاعتذار ولا يجرمه فيها، وذلك في شرحه مدارج السالكين، وقد بسطت في كتاب «تصنيف الناس بين الظن واليقين» ما تيسر لي من قواعد ضابطة في ذلك وفي الختام فإني أنصح فضيلة الأخ في الله بالعدول عن طبع هذا الكتاب «أضواء إسلامية» وأنه لا يجوز نشره ولا طبعه لما فيه من التحامل الشديد والتدريب القوي لشباب الأمة على الوقيعة في العلماء، وتشذيبهم، والحط من أقدارهم والانصراف عن فضائلهم..
ثانياً الشيخ صالح الفوزان: قد سئل هذا السؤال، ما هو رأي فضيلتكم في تفسير القرآن في ظلال القرآن لسيد قطب؟
الجواب: «تفسير القرآن لسيد قُطب ما هو تفسير... ظلالُ القرآن ما هو تفسير وإنما هو كلامٌ في معنى القُرآن، أو حول القرآن، يشبه التفسير الموضوعي اللي يسمونه التفسير الموضوعي، الذي يذكر حول الآيات كلاما.. أما إنه تفسير يحلل الألفاظ ويستنبط الأحكام، ويُورد الروايات كما في كتب التفسير؛ فهو ليس كذلك، فلا نُسميِّه تفسيراً، وهو لم يُسمِّهِ تفسيراً، فهو نفسه لم يسمهِ تفسيرا، إنما قال (في ظلالِ القرآن) يعني كلام في معنى القرآن مما ظهر لهُ -رحمهُ الله- مما ظهر له ويُوافق على شيء، ويُخالف في أشياء، نعم «ضمن الأسئلة بدروس: التفسير من سورة الحجرات إلى سورة الناس. تاريخ الدرس 13-2-1427هـ
ثالثا سماحة المفتي: سئل سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز - رحمه الله - هذا السؤال ببرنامج فتاوى نور على الدرب: أرجو من سماحتكم أن تتفضلوا بإبداء رأيكم حول مؤلفات أبي الأعلى المودودي وأبي الحسن الندوي وسيد قطب؟. الجواب قال: «كلها كتب مفيدة، كتب هؤلاء الثلاث (غير واضح) كلها كتب مفيدة فيها خير كثير ولا تخلو من بعض الأغلاط كل يؤخذ (غير واضح) من قوله ويترك، ليسوا معصومين، وطالب العلم إذا تأملها عرف ما فيها من الأخطاء وما فيها من الحق (غير واضح) وهم رحمهم الله قد اجتهدوا في الخير ودعوا إلى الخير وصبروا على المشقة في ذلك وهم يحرصون (غير واضح) كتبهم خير كثير ولكن ليسوا معصومين ولا غيرهم من العلماء، بالنسبة للرسل عليهم الصلاة والسلام يبلغون عن الله والرسل عصمهم الله (غير واضح)، أما العلماء، كل عالم (غير واضح)، لكن بحمدالله صوابهم أكثر (غير واضح) نفعوا الناس، يقول مالك -رحمه الله- ابن أنس (غير واضح) ما منا إلا راد ومردود عليه إلا صاحب هذا القبر وهو الرسول عليه الصلاة والسلام، والمؤمن يطلب العلم هكذا المؤمنة تطلب العلم، وكل واحد يتفقه في الدين ويتبصر (غير واضح) يقرأ القرآن يقرأ السنة يعتني حتى يعرف الحق بأدلته وحتى يعرف الغلط إن غلط العالم، ولا يجوز أن يقال هذا فلان العالم الجليل يؤخذ قوله كله دون نظر، بل لابد من النظر (غير واضح) يتم عرضها على الأدلة الشرعية (غير واضح.. تابع التسجيل المرفق».
وقال سماحة المفتي: والكتاب له أسلوب عال في السياق أسلوب عال، هذا الأسلوب الذي كتب به السيد كتابه قد يظن بعض الناس بادئ بدء من بعض العبارات أن فيها شركا أو أن فيها قدحا في الأنبياء أو أن وأن، ولو أعاد النظر في العبارة لوجدها أسلوبا أدبيا راقيا عاليا لكن لا يفهم هذا الأسلوب إلا من تمرس في قراءة كتابه، والكتاب (كلمة غير واضحة) لا يخلو من ملاحظات كغيره لا يخلو من ملاحظات ولا يخلو من أخطاء لكن في الجملة أن الكاتب كتبه منطلق غيرة وحمية للإسلام، والرجل هو صاحب تربية وعلوم ثقافية عامة وما حصل منه من هذا التفسير يعتبر شيئا كثيرا (الجملة السابقة غير واضحة) فيؤخذ منه بعض المقاطع النافعة والمواقف الجيدة والأشياء التي أخطأ فيها يعلى (غير واضحة) عذره قلة العلم وأنه ليس من أهل التفسير لكنه صاحب ثقافة عامة وعباراته أحيانا يفهم منها البعض خطأ لأن أسلوبه فوق أسلوب من يقرأه، فلو أعاد النظر مرارا لم يجد هذه الاحتمالات الموجودة وإنما هو أسلوب من الأساليب العالية التي يتقاصر عنه فهم بعض الناس فربما أساء الظن، والمسلم لا ينبغي (كلمة غير واضحة) على وجود المعايب، فليأخذ الحق ممن جاء به، ويعلم أن البشر جميعا محل التقصير والخطأ، (كلمة غير واضحة) والعصمة لكتاب الله ولقول محمد صلى الله عليه وسلم، ما سوى الكتاب والسنة فالخطأ محتمل فيه ولاسيما من إنسان عاش في مجتمعات لها مالها وسافر للغرب سنين وإلى آخره، لكن كفانا منه ماوجد في هذا السفر من بعض المقاطع والكلمات النافعة التي لو قرأها الإنسان مرارا لرأى فيها خيراً كثيرا.
فقال السائل: أحسن الله إليكم هذا يعقب على كلامكم قبل قليل عن تفسير سيد قطب وهل معناه الدعوة إلى قراءته من قبل المبتدئين في طلب العلم ؟
المفتي: والله أنا أقول طالب العلم إن قرأ به يستفيد، الطالب بيميز (غير واضح)، طالب العلم إذا قرأ في بعض المواضع حقيقة بعض المواضع فيها كتاب جيد، (غير واضح) الأخطاء ما أقول ما يسلم من الخطأ، لكن ينبغي الإنصاف والاعتدال وألا نحمل ألفاظه فوق ما يحتمله، ما نحمل الألفاظ فوق ما تحتمله، ولا نسيء الظن. والرجل له جهاد تعلمون أنه استشهد أو قتل شهيدا رحمه الله، وله كتب كان فيها أخطاء فتراجع عنها، لأن القرآن ربما كتابة تفسير القرآن عدلت منهجه السابق، والقرآن لا شك أن من اعتنى به وأكثر من قراءته ينقله من حال إلى حال قال السائل: نعم. المحاضرة كاملة من موقع الدعوة الخيرية - كتاب التوحيد-الدرس السادس بتاريخ24-6-1426 هـ 2-8-2005م.
ولهذا علقوا على كلام المفتي وقال إخواني!
لعلك تذكر هذا! وأخشى أن تكون منهم أو تؤيدهم.
رابعا الشيخ العلامة الألباني: قال عنه: «يكفي أنه رجل مسلم، ورجل كاتب إسلامي- على حسب مفهومه للإسلام كما قلتُ أولاً-، (غير واضح) وأنه قُتل في سبيل دعوته للإسلام، والذين قتلوه هم أعداء الإسلام... لكن في الوقت نفسه أنا لا أُنكر عليه أنه كان مسلماً، وأنه كان غيوراً على الإسلام، وعلى الشباب المسلم، وأنه يريد إقامة الإسلام، ودولة الإسلام، رأينا أنه رجل غير عالم وانتهى الأمر!! ماذا تريد- يعني- أكثر من هذا؟!! إن كنتَ تطمع أن نكفِّره، فلستُ من المكفّرين، ولا حتى أنتَ أيضاً من المكفّرين..
لكن ماذا تريد إذاً؟؟!! يكفي المسلم المنصف المتجرِّد أن يُعطي كل ذي حق حقه، وكما قال تعالى: «ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين». الرجل كاتب، ومتحمس للإسلام الذي يفهمه، لكن الرجل أولاً ليس بعالم، وكتاباته (العدالة الاجتماعية) هي من أوائل تآليفه، ولما ألّف كان محض أديب، وليس بعالم، لكن الحقيقة أنه في السجن تطوّر كثيراً، وكتب بعض الكتابات كأنها بقلم سلفي ليست منه.. يكفي عنوانه الذي يقول: (لا إله إلا الله، منهج حياة)، لا إله إلا الله منهج حياة. لكن إذا كان هو لا يفرِّق بين توحيد الألوهية، وبين توحيد الربوبية، هذا لا يعني أنه لا يفهم توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وأنهما يجعلهما شيئاً واحداً.. لكن يعني أنه ليس فقيهاً، وليس عالماً، وأنه لا يستطيع أن يُعبّر عن المعاني الشرعية التي جاءت في الكتاب وفي السنة، لأنه لم يكن عالماً.
أنا أقول: إنه في هذا الكتاب (العدالة الاجتماعية) فصل قيّم جداً، أظن عنوانه: ( لا إله إلا الله، منهج حياة) والرجل ليس عالماً، لكن له كلمات عليها نور، عليها علم.. مثل: منهج حياة..
قال الشيخ الألباني: ودَعْك وسيد قطب، هذا رجل نحن نجلّه على جهاده، لكنه لا يزيد على كونه كان كاتباً، كان أديباً مُنشئاً، لكنه لم يكن عالماً..
خامسا: الشيخ ابن جبرين -وقد تكلم فيه بعضهم وأخشى أن توافقهم:
قال: «أقول إن سيد قطب وحسن البنا من علماء المسلمين ومن أهل الدعوة وقد نصر الله بهما وهدى بدعوتهما خلقا كثيرا ولهما جهود لا تنكر ولأجل ذلك شفع الشيخ عبد العزيز بن باز في سيد قطب عندما قرر عليه القتل وتلطف في الشفاعة فلم يقبل شفاعته الرئيس جمال ـ عليه من الله ما يستحق ـ ولما قتل كل منهما أطلق على كل واحد أنه شهيد لأنه قتل ظلما، وشهد بذلك الخاص والعام ونشر ذلك في الصحف والكتب بدون إنكار ثم تلقى العلماء كتبهما، ونفع الله بهما ولم يطعن أحد فيهما منذ أكثر من عشرين عاما وإذا وقع لهم مثل ذلك كالنووي والسيوطي، وابن الجوزي وابن عطية، والخطابي والقسطلاني، وأمثالهم كثير، وقد قرأت ما كتبه الشيخ ربيع المدخلي في الرد على سيد قطب ورأيته جعل العناوين لما ليس بحقيقة، فرد عليه الشيخ بكر أبو زيد - حفظه الله - وكذلك محامل على الشيخ عبد الرحمن وجعل في كلامه أخطاء مضللة مع طول صحبته له من غير نكير.
وعين الرضا عن كل عيب كليلة
ولكن عين السخط تبدي المساويا».
وأزيدك من الشعر بيتا ومن تجهيلك جهلا انظر فتاوى اللجنة الدائمة (السؤال الأول من الفتوى رقم (7122) جاء فيه:
في هذا الزمان عديد من الجماعات والتفريعات وكل منها يدعي الانضواء تحت الفرقة الناجية ولا ندري أيهما على حق فنتبعه ونرجو من سيادتكم ان تدلونا على أفضل هذه الجماعات وأخيرها فنتبع الحق فيها مع إبراز الأدلة؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه وبعد: كل هذه الجماعات تدخل في الفرقة الناجية إلا من أتى منهم بمكفر يخرج عن أصل الإيمان، لكنهم تتفاوت درجاتهم قوة وضعفاً بقدر إصابتهم للحق وعملهم به وخطئهم في فهم الأدلة والعمل، فأهداهم أسعدهم بالدليل فهما للحق وعملا، فأعرف وجهات نظرهم، وكن مع اتباعهم للحق وألزمهم له، ولا تبخس الآخرين أخوتهم في الإسلام فترد عليهم ما أصابوا فيه من الحق بل اتبع الحق حيثما كان ولو ظهر على لسان من يخالفك في بعض المسائل، فالحق رائد المؤمن وقوة الدليل من الكتاب والسنة هي الفيصل بين الحق والباطل. وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء.
عضو/ عبدالله بن قعود. عضو/ عبدالله بن غديان. عضو/ عبد الرزاق عفيفي. الرئيس العام/ عبدالعزيز بن باز.
فأظن الألباني والفوزان وابن باز واللجنة الدائمة إخوان. فعلى الدنيا السلام.
أما عن جائزة الملك فيصل: جاء في جريدة المدينة بتاريخ 28/3/1433هـ الموافق 20/2/2012/2012م عدد (17834) وتاريخ المقالة بتاريخ 17/1/2012/2012م جاء فيها بعنوان: «جائزة الملك فيصل ليست مسيسة وإنما تمنح لمن يخدم الإنسانية». تقرير لطفي عبد اللطيف: «نفى صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة مدير عام مؤسسة الملك فيصل العالمية رئيس هيئة جائزة الملك فيصل العالمية، «تسييس» الجائزة، وقال: جائزة الملك فيصل ليست «مسيّسة» ولكن تُمنح لساسة أو مفكرين أو علماء أو أطباء أو رجال أعمال أو غيرهم نظير خدماتهم التي يقدمونها للإنسانية، مشيرًا إلى انها تُعطى للجهد المبذول للشخصيات أيًا كان هذا الشخص، نظير جهوده وخدماته للإنسانية».
وهذا كاف في الرد على ما قلت.
أ. د. محمد بن يحيى النجيمي - الأستاذ بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة وعضو لجنة المناصحة