الدكتور عبد الله بن محمد الشثري (المدير العام لفرع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالرياض) واحد من الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، بالتي هي أحسن، ويعني بذلك كما قال: «الحرص على حفظ حقوق الناس، وحرياتهم التي كفلها لهم الشرع والنظام، وعدم التصعيد عند معالجة الملحوظات، أو المخالفات التي تقع منهم» (صحيفة الحياة، 10 ربيع الأول 1433هـ، ص3).
مُجْمل رؤية الرجُل تقوم على:
تلمّس الأعذار للناس.
تطبيق مبدأ السِّتْر.
مطالبة رؤساء المراكز، الذين التقى بهم (9 ربيع الأول 1433هـ) بـ»متابعة العمل الميداني، وما تمليه عليهم الأوامر الشرعية، والأنظمة المرعية» فما المقصود بذلك ؟ الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر، لا يستخدم العنف، ولا العدوان، ولا السب، ولا الشتم، ولا الإساءة لكائن من كان، وحين يُفْهم الأمر على هذا النحو، فلا نقيض لمعطيات الواقع الإنساني الطبيعي، ويتم التعامل مع ثوابت المجتمع السعودي، ليس من منبر خطابي بلغة حادة، بل من خلال عمل مؤسسي، لا يقبل التداخل والتنافذ، فرجُل الهيئة يستند في أداء عمله، على: وسائل انتشار متعددة الإمكانيات، وشديدة التأثير، تتوافق عملية صياغتها، مع المنظومتين: الثقافية والاجتماعية للمجتمع السعودي، وتتعامل مع الناس بالتفاصيل اليومية، وتُعبر عن حالتيْن متلازمتيْن: التنظيم والانضباط.
دعا الرجُل لـ»تلمُّس الأعذار للناس» واصفا مبدأ السِّتر بأنه» تتشوّف له الشريعة، وتُعده غاية تتحقق معها المصلحة» ولو تأمل رجُل الهيئة هذه الرؤية، لما كان هناك احتقان بينه وبين الناس، ولتحلّى بالصبر، ولتحمّل الأذى، مقتديا بنبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وهذا ما دعا إليه الشيخ الشثري في ذلك اللقاء، فالاحتساب عمل مهم، ومبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لا يُستضر به أحد، بل يضمن حُسْن سير المواطن، ويمنع التعدي على حقوقه، أو انتهاكها، بل يجعله قادرا على تحمل مسؤولياته، والقيام بواجباته، كي يستطيع الحفاظ على منجزاته التنموية، والتحرر من جميع أنواع الحط من كرامته الإنسانية.
رؤية جديدة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، رأى الشيخ عبد الله بن محمد الشثري، أنها من الركائز السليمة، لترشيد العلاقة بين الهيئة والناس، الذين لا يطلبون منها سوى «التقيد بالحِكْمة، والرِّفْق، واللِّين، ومراعاة حقوق مَنْ يتم التعامل معهم، ويحقق المصلحة، في جو تسوده المحبة، وإرادة الخير للناس» وهذا ما طالب به الأمير نايف بن عبد العزيز، ولي العهد، ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية (صحيفة الرياض، 17 محرم 1433هـ، ص 4).
فيا رجال الهيئة: لقد «جُبلت النفوس على حب مَنْ أحسنَ إليها» وأنتم مطالبون بـ»اللِّين، والرِّفق، والحِكمة» ولو كنتم فظاظا غلاظا لانفض الناس من حولكم، ونجاح أي مؤسسة اجتماعية يتطلب: مسؤولين واعين، ومواطنين أيضا واعين.
Badr8440@yahoo.com