فاصلة:
((أعامل الذين هم ليسوا فاضلين كأنهم فاضلون، فيصبحون فاضلين))
- حكمة عالمية -
توقفت طويلاً عند مقال الأستاذ «طارق إبراهيم» الأسبوع الماضي في جريدة الوطن وهو يفنّد ما قاله خطيب مسجد حيّهم حيث حدد الخطيب (أسباب تفشي الإلحاد بين شبابنا في ابتعاث الطلبة للخارج، و توفّر أجهزة الجوال و(النت) وبالتالي اطلاعهم على ما يكتب في شبكات التواصل الاجتماعي الجديدة، وهم في الحالتين غير محصنين لمواجهة ما يقال لهم أو ما يقرؤونه ويشاهدونه).
الحقيقة أن جعل ابتعاث الطلبة للدراسة في الخارج مسوغاً للانحراف أو الخروج عن الدين ليس منطقياً على الأقل مع ما يشهده برامج الابتعاث لدينا من نجاح ومع ما يحققه المبتعثون من تفوق وإنجازات،فإذا كنا ننظر إلى بعض الطلبة الذين أخفقوا في دراستهم بأنهم عرضة للانحراف الاجتماعي بل إلى حد الإلحاد أو التنصّر فهذه كارثة!
لكي نفهم لماذا يترك المسلم دينه ويتحول إلى النصرانية لا بد من أسباب لذلك على رأسها معرفته السطحية بأمور دينه أو التشدد في الدين وأسباب اجتماعية مثل وسائط التنشئة كضعف دور الأسرة ووسائل الإعلام.
فإذا نظرنا إلى الشاب السعودي في أسرته ومن ثم مدرسته نجد أنه محاط بمعلومات وافية عن دينه من خلال الأسرة ومن ثم المدرسة ومناهجها إذن لا يمكن لمبتعث أن يتنصر لهذا السبب لكن هناك ثغرة في آلية تعامل الشباب مع الدين وأعني بذلك التشدد الذي يصور تعاليم الدين بشكل ضاغط على الإنسان بينما هو دين الرحمة، أما بقية الأسباب فهي لا تشكل ضغطاً نفسياً إلى الحدّ الذي يخرج الإنسان من دينه.
إنما هي نظرة التشكيك في شبابنا بأنهم غير محصنين تجاه كل شيء جديد وهي نظرة مجحفة بحقهم إذ نصوّرهم كمغفلين يمكنهم أن يساقوا إلى جهنم فاغرين الأفواه.
شبابنا ليسوا كذلك وهم في الغربة يعملون في مجالات خدمية متعددة رغم مسئوليات دراستهم.
والأولى أن تدرس وزارة الشئون الإسلامية أهليّة بعض خطباء المساجد في توليّهم منبرا خطيرا ومؤثرا في المجتمع.
ولعلني أتخيل كم من أب في تلك الخطبة ساورته الشكوك تجاه أبنائه المبتعثين خوفاً وقلقاً عليهم فهل يدرك بعض من خطباء المساجد أن عدم الوعي بتطور الحاضر واتصالات المجتمع يجعله يتحدث من منطلق غير معرفي إنما انطباعي لما يدور حوله.
nahedsb@hotmail.com