تونس - فرح التومي
أخذت حدة الأزمة التي اندلعت بين الحكومة التونسية من جهة واتحاد الشغل من جهة أخرى في التراجع بعد ازدياد الوضع تأزُّماً في الجهة الشمالية من البلاد التونسية بسبب الفيضانات التي اجتاحت المنطقة وخلّفت أكثر من ستة قتلى وعشرات المفقودين. فلم تكد تمر موجة البرد والثلج التي عصفت بالشمال الغربي لتونس واستمرت أكثر من عشرة أيام، حتى جاءت على إثرها فيضانات حيث شردت الأهالي.
وكانت أزمة الثلوج الأخيرة قد خلّفت أضراراً مادية كبرى للذين كانوا يعيشون تحت خط الفقر فأصبحوا بلا مسكن بالرغم من التدخلات العاجلة للحكومة والمجتمع الأهلي حيث تم إيواؤهم بمراكز إقامة للمتضررين.
وبالعودة إلى الأزمة التي تعصف بالعلاقة الهشة للحكومة واتحاد الشغل، لا بد من الإشارة إلى أن خروج اختلاف وجهات نظر الطرفين إلى العلن جاء على خلفية الاعتداءات المتكررة لمجهولين على مقرات الاتحاد بسبب دعمه لعمال النظافة في إضرابهم عن العمل.
وكان حزب «النهضة» الذي اتهمه الاتحاد صراحة بالوقوف وراء هذه الاعتداءات، قد فنّد افتراءات الاتحاد واعتبرها أكاذيب لا أساس لها من الصحة. وتعتبر هذه الأزمة الجديدة قضية قائمة الذات وهي مرشحة لمزيد التطور في ظل تمسك كل طرف بموقفه العدائي خاصة وأن الاتحاد يدّعي أن حركة النهضة تسعى إلى تسييسه في انتظار الهيمنة عليه، في حين يشعر النهضاويون بالامتعاض من تشدد النقابيين في مطالبهم وتمسك الاتحاد بالإضرابات والاحتجاجات التي ثبت أنها في غير صالح اقتصاد البلاد.