أجزُّ العُشب العالق بِعَـتبةِ بابك

أُخبرُ والدتكَ عن لَونِ قمصانكَ الَّتي تُحبّ

أُرتّبُ جرائدكَ المرميَّة عندَ سُـورِ بيتك

أحرصُ أنْ أمسح بِطرفِ جاكيتي صندوق بريدك

كي لا تتسّخ يدك

كي لا تخذلك الرغبة في قراءةِ رسائلك

كي لا يَخذل تأمُّلي غضبك !

أقُول لِلجيرانِ خففّوا حدّة أصواتكم

أتسللُ ليلاً إلى سيارتك

أزيلُ الغُبَار عن المرآة

اُدفئ بِيديّ مقبض الباب

أتفقَّّدُ إطاراتكَ .. أزيح الخشب العالق في طريقك

أخافُك تتعرقل؛ فأموت !

أزورُ منزلك

أجدني في غُرفتكَ

أبحثُ عن الأزرارِ المفقودة في ثَـوبِك

أُخيطها .. أُقبّلها .. أتحسسُّ قلبي

أُخبئ أجندتكَ في دُرجكَ العُلوي

أحميها من العَبث ومِنّي

أمُـرُّ سريعاً على أشيائِك

أبكي أمام صُورتك

أقول لأُختِـكَ : الهواء القادم من تلكَ النافذة يُـؤذي عيني !

أُهاتفُ صديقكَ كي يصلني صوتك طريّاً دافئاً مفزوعاً وحنُّـوناً

على طاولتكَ المُفضلّة في المقهى

أهمسُ لِلنادلِِ أنْ يترك لكَ حبّة اسبرين جانب كُلّ فنجان قهوة

وأنْ لا يسألكَ عن مذاقِ الحلوى

وأنتَ تشعُـر بالصُداع

أشتري هدية لأخيكَ الصغير

لُعبَـةٌ ينشغل عنكَ بها .. لا يُقلق بعدها نومك

أعبُر من أمام ِمكتبك

في الرُكنِ المُعتم أنزوي

أكتب لِعينيكَ : أنني أُحبُّها

أكتُبُ من أجلكَ كتاباً لا تقرؤه !

أكتُبُ من أجلك كتاباً آخر !

أكتبُ من أجلك أُغنيّة

أعودُ للِبيت باكراً

أضبط ساعتي على موعدِ حضورك

أُعلّق قصائدي على حافةِ البلكون

علّك تمُّر يوماً فتراها .

نور البواردي