الإرهاب الذي ضـرب مناطق رئيســـــية في المملكة العربية السعودية وهدد أمنها واستقرارها وتسبب في قتل أرواح بريئــة وإزهاق أنفس طاهرة وإراقة دماء زكية, وأدى إلى عبث بمنشآت حيوية وتحريض لشباب في عمر الزهور والتغرير بهم ودفعهم لمحرقته, ذلك الإرهاب تورطت في نسج خيوطه وتدبير مؤامراته جهات وأحزاب نسبت معظمها إلى حركات مذهبية سنية متطرفة, وكان بالإمكان لولا لطف الله ثم تحرك الدولة بكل أجهزتها وقطع رؤوس الأفاعي وتجفيف المنابع أن يتغلغل هذا الوباء اللعين ليفتك بالبلاد والعباد.
النظرية التي تكرس في أذهان الناس أن الإرهاب مرتبط بفئة من دين معين أثبتت الأحداث عدم صحتها فمن إرهاب عصابات خطف الطائرات وحصار السفارات وعصابات تهريب المخدرات إلى إرهاب الدولة كما يحدث في إيران ضد الشعب المسالم في الأهواز, وإرهاب النظام السوري ضد شعبه الأعزل, وإرهاب إسرائيل ضد الفلسطينيين إلى إرهاب الأفراد بدوافع ترتبط بالمصالح, منذ ذلك التاريخ برهنت الوقائع أن الإرهاب عدو للإنسانية لا يرتبط بوطن ولا دين ولا شعب ولا يتطلب في الغالب إلا محرضين وأفراداً مغرر بهم غسلت أدمغتهم بمهارة وخبث فتحولوا إلى أدوات تنفذ دون أن تفكر.
في القطيف المحافظة الجميلة في المنطقة الشرقية من المملكة والتي منحتها الدولة ذات الرعاية التي منحتها لبقية محافظات المملكة إيمانا منها بواجبها تجاه سكانها كمواطنين سعوديين توفر لهم كامل الحقوق ليقابلوها بالعطاء والإخلاص الواجب عليها انبرت ثلة ترتدي أثواب الدين تحرك بالريموت من دولة أجنبية لتحقيق أطماع سياسية لتحريض أولئك المواطنين المسالمين وشحنهم وتأجيجهم للخروج على دولتهم ومجتمعهم وكأنهم يشتغلون لصناعة إرهاب جديد وبثوب مختلف يؤدي لشرخ الوحدة الوطنية. المصيبة أن هؤلاء قد حولوا منابر الجمعة إلى منصات لتوجيه سهامهم ضد الدولة وتأليب العامة عليها والدعوة إلى الخروج على طاعة ولي الأمر وهم بتلك الأفعال غير الوطنية يسعون لإخراج الموظف من عمله والطالب من جامعته والفلاح من مزرعته والتاجر من دكانه وأشغالهم بمصادمات لن يجنوا من ورائها إلا نسف الاستقرار الذين يعيشون في ظله, والحياة الرغيدة التي يستفيئون ظلالها الوارفة, وإقحامهم في صراعات دموية مع رجال الأمن البواسل تحت دواعي الحرية والحقوق الوطنية وهي شعارات جوفاء جاهلية ساذجة مفرغة تماما من المضامين المفيدة.
تلك التحركات المريبة والأفعال المشينة دعت وزارة الداخلية وعلى لسان المصدر الأمني المسؤول لإصدار بيان يعبر عن نفاذ الصبر, ويحمل رسائل واضحة لأهل المحافظة عليهم أن يستوعبوا مضامينها وينفذوها, فقد صبرت الدولة على تلك الفئات المحرضة وعلى تجاوزات الغوغاء وعلى ما يحدث من هذه القلة والذي وصفه المصدر بالإرهاب الجديد, وحق الدولة أن تتصدى له كما تصدت لغيره دون تمييز مناطقي وطائفي وبقوة وبيد من حديد, وهذه المضامين الواضحة والمباشرة تستدعي أن يتحرك الشرفاء من أهالي محافظة القطيف ويضعوا أيديهم بيد الدولة لاستئصال شآفة الإرهابيين المندسين بين صفوفهم, وفصل الأسلاك تماما عن المحرضين الذين يتولون شحن الشباب المغرر بهم, وتطهير منابر المساجد من هؤلاء الشيوخ العملاء فهم الأفاعي السامة, والحزم معهم بداية طريق التصحيح.
بيان المصدر المسؤول وضع الوطنية على المحك, ووضع المواطنين في القطيف أمام واجباتهم لتطهير محافظتهم من المفسدين فهل يفعلون؟.
shlash2010@hotmail.comتويتر abdulrahman_15