قبل أسبوع لم أكن أعرف من هي (Adele) إلا أن خبر فوزها بـ6 جوائز (غرامي) لجميع الفئات التي ترشحت لها جعلني أبحث عنها لأعرف سبب هذا الفوز الساحق لفتاة عمرها 23 سنة!...ولكم أيضاً ان تبحثوا لتكتشفوا بأنفسكم.

قصص نجاح النساء في المجالات الإبداعية المتنوعة تتزايد يوما بعد يوم، ففي مجال الطبخ الذي شغله الرجال كأفضل طباخي العالم فعقود طويلة، ظهر فيه من النساء في الغرب من يتسيدن المجال في (المطبخ) الإعلامي إذا صح لي التعبير، أمثال راشيل راي وقبلها مارتا ستويرات وقبلهما جوليا تشايلد في أمريكا، أو نايجلا لوسون البريطانية. وفي مجال الأزياء برعت العديد من الأسماء النسائية المبدعة ولا يزال، وإن غابت المرأة في الغرب عن مجال الفنون البصرية أيضاً لقرون طويلة، إلا أن الأسماء النسائية اللامعة في هذا المجال تتزايد أيضاً يوما بعد يوم، ومنها تلك الأسماء العربية أو فنانات (الشرق الأوسط) أمثال شيرين نشأت الإيرانية الأصل، أو ليلى السعدي المغاربية أو منى حاطوم الفلسطينية الأصل، علما بأن معظمهن من المهاجرات ولكن ارتباطهن بأصولهن الشرقية جزء من تكوينهن الإبداعي.

ولدينا أيضاً الأختان رجاء وشادية عالم، اللتان كان لمشاركتهما الأخيرة في بيانالي البندقية ضجة إعلامية خصوصا أنها أول مشاركة سعودية رسمية وثاني مشاركة سعودية بالعموم، (علما بأنهما شاركتا في البيانالي السابق).

ولا أنسى في حوار جمعني مع عبد الناصر غارم الذي كنت أعتقد أنه هو المرشح الأفضل لتلك المشاركة الرسمية، حين علق على الاختيار قائلا: «فرحت باختيار شادية ورجاء، فدعم المرأة المبدعة في وطني واجب، وهما فوق ذلك تستحقان من الناحية الإبداعية».

المرأة مبدعة بلا شك، وتملك من الإبداع في مجالات الفنون المختلفة ما يجعلها منافسة قوية للرجل، لا لأن المجال مناسب لطبيعتها أو لأننا نحتقر ممارسة الرجل له، بينما لا نبالي في أن تمارسه المرأة.... لكن لأنها فعلا مبدعة وتستحق أن يتم تشجيعها وأن لا تُبعد لأسباب اجتماعية بحتة.